قال المؤلف رحمه الله: الكفرُ الاعتقاديُّ مكانُهُ القلبُ كنفيِ صفةٍ من صفاتِ الله تعالى الواجبةِ له إجماعًا كوجودهِ وكونهِ قادرًا وكونهِ سميعًا بصيرًا أو اعتقادِ أنه نورٌ بمعنى الضوءِ أو أنه روحٌ، قال الشيخُ عبدُ الغنيّ النابلسيّ: مَن اعتقدَ أن الله ملأ السموات والأرضَ أو أنه جسمٌ قاعدٌ فوقَ العرشِ فهو كافرٌ وإن زعمَ أنه مسلمٌ.
الشرح: أنَّ من نَفَى وجودَ الله بقلبه فهو كافرٌ، وكذلكَ من اعتقد أن الله غير قادر على كل شىء أو شكَّ في قدرته على كل شىء. فلا يُعذرُ أحدٌ في الجهل بقدرة الله ونحوها من صفاته مهما بلغَ الجهلُ بصاحبه. وأما إذا قالَ قائلٌ الله نور فلا يُعترضُ عليه إلا إذا كان يعتقد أنه نورٌ بمعنى الضوء عندئذ يكفر، أما إذا قال الله نور ولم يُفهم ماذا يقصد فلا يكفّر، ولا يُقال له حرام أن تقولَ هذا لأنه وَرَدَ في تَعدَادِ أسماءِ الله الحسنى عند البيهقي وغيرِه.
وكذلك وَرَدَ في بعض روايات تَعْدَادِ أسماءِ الله المُنير وهو تفسيرٌ لاسم الله النّور.