في العقيدة الإسلامية كتاب الشرح القويم في حل ألفاظ الصراط المستقيم
الآياتُ المُحْكَمَاتُ والمُتَشَابِهَاتُ

الآياتُ المُحْكَمَاتُ والمُتَشَابِهَاتُ

الشرح القويم في حل ألفاظ الصراط المستقيم

الشرح القويم في حل ألفاظ الصراط المستقيم قال المؤلف رحمه الله: الآياتُ المُحْكَمَاتُ والمُتَشَابِهَاتُ
لِفَهْم هَذا المَوضُوعِ كَما يَنْبَغِي يَجبُ مَعْرفَةُ أنَّ القرءانَ تُوجَدُ فِيْهِ ءايَاتٌ مُحْكَمَاتٌ وءايَاتٌ مُتَشَابِهاتٌ، قَالَ تَعَالى: ﴿هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ ءايَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ ءامَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ﴾ (7) [سورة ءال عمران].
الشرح: القرءانُ فيه ءاياتٌ محكماتٌ وفيه ءاياتٌ متشابهاتٌ، والمحكماتُ هي التي دِلالتُهَا على المرادِ واضحةٌ، والمتشابهةُ هي التي دِلالتُهَا على المرادِ غيرُ واضحةٍ، وقد ذمَّ الله تعالى الذين يتَّبعونَ ما تشابَهَ منه ابتغاءَ الفتنةِ أي الزَّيغِ أي ابتغَاء الإيقاعِ في الأمرِ المحظورِ لأن المشبّهَةَ غرضُهُم في جدالِهم أن يُوقعوا السُّنّيَّ في اعتقادِهم الباطِلِ، والذين في قلوبهِم زيغٌ هم أهلُ الأهواءِ كالمعتزِلةِ وغيرِهم. وقد حصلَ في زمنِ عمر بن الخطابِ رضي عنه أن رجلًا يقالُ له صَبِيغ كان يسألُ عن المتشابِهِ على وجهٍ يُخشَى منهُ الفتنةُ فضربَهُ سيّدنا عمرُ ثم نفاهُ وأَمَرَ أن لا يَختَلِطَ الناسُ بهِ.
وسمَّى الله تعالى المحكماتِ أمَّ الكتابِ أي أمَّ القرءانِ لأنها الأصلُ الذي تُرَدُّ إليها المتشابهاتُ، ثم المتشابهُ قسمانِ: أحدُهُمَا ما لا يعلمُهُ إلا الله كوجبةِ القيامةِ، والثَّاني يعلمُهُ الرَّاسخونَ في العلمِ كمعنى الاستواءِ المذكورِ في قولِهِ تعالى: ﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى﴾ (5) فإن الرَّاسخينَ فسَّروهُ بالقَهرِ.

الشرح القويم
في حل ألفاظ الصراط المستقيم

قائمة الشرح القويم في حل ألفاظ الصراط المستقيم