من كتب العلّامة الهرري كتاب جامع الخيرات - الجزء الأول
 الدرس الخامس والأربعون - بيان التفصيل في البدعة (1)

الدرس الخامس والأربعون
بيان التفصيل في البدعة (1)

جامع الخيرات

جامع-الخيرات درسٌ ألقاهُ الأصوليُّ المحدثُ الشيخ عبد الله بن محمد الشيبي العبدريّ رحمه الله تعالى في بيروت وهو في بيان البدعة.
قال رحمه الله تعالى رحمةً واسعةً:
الحمد لله رب العالمين له النعمةُ ولهُ الفضلُ وله الثناءُ الحسنُ وصلواتُ اللهِ البَرِّ الرحيمِ والملائكةِ المقربينَ على سيدنا محمدٍ أشرفِ المرسلينَ وعلى جميعِ إخوانِهِ النبيينَ والمرسلينَ وسلامُ اللهِ عليهم أجمعين.
أما بعدُ فقد رَوَينا في صحيح مسلم وغيرهِ من حديثِ جريرِ بنِ عبدِ اللهِ البَجَليّ رضيَ اللهُ عنهُ قالَ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ سنَّ في الإسلامِ سنةً حسنةً فلهُ أجرُها وأجرُ مَنْ عملَ بها لا ينقُصُ من أجورِهِم شىءٌ ومَنْ سنَّ في الإسلامِ سنةً سيئةً فعليهِ وِزرُها ووِزرُ مَنْ عملَ بها لا ينقُصُ مِنْ أوزارِهم شىءٌ" اهـ.
هذا الحديثُ أصلٌ في إثباتِ البدعةِ الحسنةِ المسماةِ بالبدعةِ المستحبةِ أيضًا لأنَّ قولَهُ صلى الله عليه وسلم "سنّةً حسنةً" في مُقابلِ السّنةِ السيئةِ لفظٌ عامٌّ يشملُ كلَّ ما استُحدِثَ على وِفاقِ الكتابِ والسّنةِ أيْ ليسَ على خلافِهما فهوَ داخلٌ في قولهِ عليهِ الصلاةُ والسلامُ "مَنْ سنَّ في الإسلامِ سُنَّةً حسنةً فلهُ أجرُها" اهـ وإنْ كانَ سببُ هذا الحديثِ أنَّ أناسًا مُجْتابي النّمارِ1 أيْ من شدةِ البؤسِ والفقرِ خرقوا أوساطَ نِمارهم فأدخَلُوها عليهم فأدنَوا جوانِبها على أبدانِهم لسترِ العورةِ، ما كانوا يجدونَ قميصًا ولا إزارًا والإزارُ هوَ ما يُلبَسُ على النصفِ الأسفلِ من شدةِ الفقرِ والبؤسِ إلا ثوبًا واحدًا عريضًا طويلاً كانوا خرقوا وسطَهُ ليستُروا جوانبَ أبدانِهم، ليستُروا العورةَ وهؤلاءِ لـم يكونوا من أهلِ المدينةِ بل جاءوا إليها للاجتماعِ برسولِ الله صلى الله عليه وسلم فلمَّا رأى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم هؤلاءِ في هذهِ الحالةِ في حالةِ البؤسِ التي بهم تغيَّرَ وجههُ حَزنًا عليهم فحثَّ على أنْ يُتصدَّقَ عليهم فجُمِعَ لهم شىءٌ لتفريجِ كربتِهم وإخراجهم منَ البؤسِ الذي هم فيه ففرح رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، بدا الفرحُ على وجههِ لما جُمعَ لهم شىءٌ يقضونَ بهِ حوائجَهُم فعندئذٍ قالَ "مَنْ سنَّ في الإسلامِ سنةً حسنةً فلهُ أجرُها وأجرُ مَنْ عملَ بها لا ينقص من أجورهم شيئًا" هذا الحديث وردَ على هذا السببِ لكنْ معناهُ عامٌّ وعلماءُ الأصولِ قالوا إذا كانَ النصُّ وردَ على سببٍ وكانَ اللفظُ عامًّا فيُعتبرُ العمومُ لا يُعتبرُ خصوصُ السببِ.
هؤلاءِ الذينَ يُعادُونَ البدعةَ الحسنةَ التي ليست مما يوافقُ أهواءَهم يقولونَ هذا الحديثُ وردَ في مثلِ هذهِ الصدقةِ وليسَ عامًّا وهذا مردودٌ بالقاعدةِ الأصوليةِ العبرةُ بعُمومِ اللفظِ لا بخصوصِ السببِ2 فلا يُبالِ المؤمنُ إذا وجدَ أمرًا استَحسَنهُ العلماءُ الماضونَ الثقاتُ الأتقياءُ بإنكارِ مَنْ أنكرهُ. كلُّ ما استحدثَهُ أولئكَ العلماءُ الأتقياءُ فهوَ داخلٌ تحتَ قولهِ عليه الصلاةُ والسلامُ "مَنْ سنَّ في الإسلامِ سنةً حسنةً فلهُ أجرُها" ليسَ الحديثُ خاصًّا بالصدقةِ في مثلِ تلكَ الحالةِ التي هيَ سببُ ورودِ الحديثِ ومنِ ادَّعى التخصيصَ فقد خالفَ عُلماءَ الأصولِ. ثمَّ شاهدُ الحالِ يقضي بذلك وذلكَ أنَّ القرءانَ لَمَّا كتبهُ الصحابةُ من لفظِ الرسولِ عليه الصلاةُ والسلامُ ، كُتَّابُ الوحيِ لَمَّا كتَبُوهُ من لفظ الرسولِ صلى الله عليه وسلم ما كانَ منقوطًا ما كانتِ الباءُ لها نقطةٌ والتاءُ لـم تكُن منقوطةً. هذا النقطُ حصلَ بعدَ وفاةِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم بزمانٍ.
أولُ مَنْ نَقَطَ المصاحفَ فوضعَ للباءِ نقطةً وللتاءِ نقطتينِ ونحوَ ذلكَ هوَ يحيى بنُ يعمَرُ. هذا مِن ثقاتِ التابعينَ ليسَ من أصحابِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم هوَ من أجِلّاءِ التابعينَ وهوَ أولُ مَنْ نقطَ المصاحفَ. هذا أيضًا يدخلُ تحتَ قولِ الرسولِ صلى الله عليه وسلم "مَنْ سنَّ في الإسلامِ سنةً حسنةً". الصحابةُ ما قالوا لهُ أنتَ كيفَ تعملُ شيئًا لـم يفعلْهُ رسولُ الله. ما قالوا لهُ: الرسولُ صلى الله عليه وسلم ما قالَ ضَعُوا النقطةَ للباءِ وللتاءِ وغيرِ ذلكَ، ما اعترضَهُ أصحابُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، ما عارضُوهُ، ما قالوا لهُ: بئسَ العملُ ما عمِلتَ بلِ استحسَنوهُ وذلكَ لأنَّ فيهِ نفعًا كبيرًا. أصحابُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم اقتصروا على كتابةِ المصحفِ مُجَرَّدًا منَ النقطِ والحركاتِ والتعشيرِ، والتعشيرُ هوَ وضعُ علامةٍ على كلِّ عشرِ ءاياتٍ وهذهِ العلاماتُ بعدما أحدثَ يحيى بنُ يعمَر النقط أُحْدِثَتْ. وكتابةُ الصحابة للمصحفِ معَ تركِ التنقيطِ كانَ فيهِ نظرٌ إلى أنَّ القرءانَ أُنزِلَ على سبعةِ أحرُفٍ، الكلمةُ الواحدةُ أحيانًا تُقرأُ عندَ بعضِ القُرَّاءِ بالتاءِ وعندَ الآخرينَ بالياءِ فالمصحفُ لَمَّا كُتِبَ بدونِ تنقيطٍ صارَ صالحًا لهذهِ القراءةِ ولهذهِ القراءةِ لهذهِ الحكمةِ أيْ حتى يكونَ المصحفُ موافقًا لهذهِ القراءةِ ولهذهِ القراءةِ كتبوهُ بلا نَقْطٍ لذلكَ الصحابةُ سَكَتُوا على تجريدِ المصحف منَ النقطِ ولـم يَسُنُّوا نَقْطَهُ لكنْ لَمَّا كانَ النقطُ أيضًا فيه مصلحةٌ كبيرةٌ ولا سيما على غير العربِ لأنَّ غيرَ العربِ لا يسهلُ عليهمُ النُّطقُ بالمصحفِ كسهولةِ النطقِ بهِ على العربِ الفصحاءِ الذينَ كانوا في زمنِ الوحيِ والتنزيلِ أي شهِدوا الوحيَ والتنزيلَ إذا كانَ غيرَ منقوطٍ، لأجلِ هذه المصلحةِ ما أنكرَ على يحيى بنِ يعمَر فِعلُهُ.
هذا التابعيُّ الجليلُ هوَ أولُ مَن نَقَطَ المصاحفَ فهذا العملُ الذي عمِلَهُ منَ السُنَّةِ الحسنةِ ويُسمّى بدعةً حسنةً ويسمى بدعةً مستحبةً. فالذي يقولُ البدعةُ الضلالةُ المحرّمةُ هيَ كلُّ ما لـم يفعلهُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فليبدأ بإزالةِ النُّقَطِ منَ المصاحفِ، قبلَ أن يتكلمَ على البِدَعِ الحسنة التي استحدَثَها علماءُ الإسلامِ فليبدأ بكشطِ3 النقطِ منَ المصاحفِ إنْ كانت عندَهُ هذهِ القاعدةُ صحيحةً أيْ زعمُهُ أنَّ كلَّ ما لـم يفعلهُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فهوَ بدعةُ ضلالةٍ. إن كانت هذهِ القاعدةُ عندهُ صحيحةً فليبدأ بالمصاحف.
ثمَّ منَ الـمُتفقِ عليهِ عندَ علماءِ المصطلحِ أمرٌ استَحدثَهُ علماءُ الحديثِ، استحدثوهُ ولـم يثبُتْ ذلكَ عنْ أصحابِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم نصًّا ولا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما هُم استَحدَثُوهُ واستحبُّوهُ قالوا في كتبِ المصطلحِ ككتابِ تدريبِ الراوي للحافظِ السيوطي وكتابِ مقدمةِ علومِ الحديث للحافظ أبي عمرو بنِ الصلاحِ وغيرهما إنَّ عقدَ مجلسِ الإملاءِ أيْ إملاءِ الحديثِ مُستحبٌّ قالوا يُستَحبُّ أنْ يُبدأَ بالبسملةِ والحمدلةِ والصلاةِ على النبيّ وقراءةِ شىءٍ منَ القرءانِ ثمَّ يقولُ المبلِّغُ عنِ المحدِّثِ وكانَ مِن عاداتهم أنَّ المحدّثَ يتلو الحديثَ وءاخرَ يبلّغُ عنهُ لأنه كان في تلكَ العصورِ مجلسُ الحديثِ يكثرُ حاضِروهُ كانَ يحضرُ ءالافٌ مجلسَ الحديثِ فلذلكَ المحدثُ كانَ يحتاجُ إلى أنْ ينصِبَ مُبَلِّغًا فهذا المبلِّغُ يقولُ بعدَ تقديمِ البسملةِ والحمدلةِ والصلاةِ على النبيِّ وقراءةِ شىءٍ من القرءانِ بعد هذهِ الأمورِ الأربعةِ يقولُ مَنْ ذكرْتَ رحمكَ الله. هذا الخطابُ للمحدِّثِ. الـمُسْتَملي يخاطبُ الـمُحدِّثَ بهذا الكلامِ يقولُ مَنْ ذكرتَ رحمكَ اللهُ أو ما ذكرتَ رحمكَ اللهُ فيبدأُ الـمحدثُ بالتحديثِ يقولُ حدّثنا فلانٌ قالَ حدثنا فلانٌ إلى أنْ ينتهيَ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيذكرَ لفظَ الحديثِ.
هذا عقدَ لهُ علماءُ الحديثِ في كتبِ المصطلحِ ترجمةً جعلوهُ ترجمةً مستقلةً، هذا من جملةِ البِدَعِ المستحبةِ لأنَّ الرسولَ صلى الله عليه وسلم ما فعلَ هذا ولا أبو بكرٍ ولا عمرُ ولا عثمانُ ولا أبو هريرةَ ولا عبدُ اللهِ بنُ عباسٍ ولا عبدُ اللهِ بنُ مسعودٍ ولا أبو سعيدٍ الخُدريُّ ولا غيرُهم من أصحابِ رسولِ الله الذينَ كانوا يحدّثونَ الذينَ أخذوا الكثيرَ منَ الحديثِ عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ما عمِلوا هذا الشىءَ إنما أحدُهُم كانَ يقولُ سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ كذا وكذا أو قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم كذا وكذا من دونِ تقديمِ هذهِ الأشياءِ التي استحبَّها واستحدَثَها علماءُ الحديثِ فهؤلاءِ المشوّشونَ ماذا يقولونَ عن هذا، هُم يدَّعُونَ أنهم من أهلِ الحديثِ وأهلُ الحديثِ هُم ابتدَعوا هذهِ البدعةَ الحسنةَ، ماذا يقولون.
العجبُ من هؤلاءِ. أشياء يَرتَكِبونها وهيَ بدعٌ قبيحةٌ ولا يشعرونَ بأنهم ارتكبوا بدعةً قبيحةً. أنا أعرفُ أحدَ رؤوسِهِم يكتبُ في مؤلفاتِهِ عندَ ذكرِ اسمِ النبيّ صادًا مُجرَّدَةً بدلَ أن يكتبَ صلى الله عليه وسلم وهذا الرجلُ نفسُهُ هوَ الذي قالَ عنِ الصلاةِ على النبي صلى الله عليه وسلم على المئذنةِ جَهرًا بصوتِ الأذانِ إنها بدعةٌ محرمةٌ وقالَ بعضُ جماعتِهِ عنها هذا حرامٌ هذا مثل الذي ينكِحُ أمَّهُ. كيفَ شبَّهَ هذا بالزِّنى بالأمّ. لولا فسادُ قلبهِ ما كانَ يتجرَّأُ على هذا. الصلاةُ على النبي بعدَ الأذانِ سنةٌ شرعيةٌ إنْ كانتْ جَهْرًا وإنْ كانت بالإسرارِ لأنَّ الرسولَ صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ ذكرَني فلْيُصَلِّ عليَّ"4 اهـ هذا المؤذنُ أليسَ ذكرَهُ لما قالَ أشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ ثمَّ أنَّ محمدًا رسولُ اللهِ أليسَ ذكرَ النبيَّ إذَنْ مطلوبٌ منهُ أن يُصلي على النبي، عمِلَ بالحديثِ، ولـم يقُل الرسولُ صلى الله عليه وسلم فليُصلِّ عليَّ سرًّا ولا يُصلِّ عليَّ جهرًا. مِنْ أينَ لهم تحريمُ الصلاةِ على النبيّ عقب الأذانِ من المؤذن جهرًا. من أينَ لهم. وأخبثُ من ذلكَ تشبيهُ الذي شبَّهَ هذهِ البدعةَ الحسنةَ بنكاحِ الأمّ. أيكونُ مثلُ هؤلاءِ دعاةً إلى شريعةِ اللهِ. لا يكونُ بل هؤلاءِ محرّفونَ لشريعةِ اللهِ وليسوا دعاةً إلى شريعةِ اللهِ ولا سلفيينَ بل هُم عكسُ السلفِ لكنْ ليَخدَعُوا الناسَ يقولونَ نحنُ سلفيُّونَ.
أعودُ أقولُ إنْ كانوا يدَّعُونَ أنَّ كلَّ ما لـم يفعلهُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بدعةٌ ضلالةٌ فلْيبدأوا بكشطِ النُّقَطِ منَ المصاحفِ قبلَ أن يتكلَّموا على الصلاةِ على النبيّ جهرًا بصوتِ الأذانِ على المئذنةِ وقبلَ أن يُنكِروا عملَ المولدِ في شهرِ ربيعٍ الأولِ الذي استحدثَهُ عالمٌ فاضلٌ ملِكٌ مُجاهدٌ تقيٌّ ثمَّ وافقهُ علماءُ الحديثِ على فعلِهِ هذا، ملكٌ يُقالُ لهُ الملكُ الـمُظفَّرُ كانَ هوَ ملكَ إربل اللهُ تباركَ وتعالى ألهَمَهُ في شهرِ ربيعٍ الأولِ عَمِلَ مأدُبةً طويلةً ذَبحَ فيهِ ذبائحَ منَ الأغنامِ ءالافًا منَ الأغنامِ وأحضرَ منَ الحلوياتِ وجمعَ العلماءَ والفقهاءَ والزُّهادَ الصوفيينَ جمعَ هؤلاءِ وجمعَ الوُجهاءَ في ناحيتهِ وعملَ هذا المولدَ إظهارًا بالفرحِ بوجودِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وبُروزِهِ إلى الدنيا في ذلكَ الوقتِ إظهارًا لشُكرِ اللهِ تباركَ وتعالى على هذهِ النعمةِ العُظمى بُروزِ سيدنا محمدٍ صلى الله عليه وسلم في مثلِ ذلكَ الوقتِ فاستحْسَنَهُ علماءُ الحديثِ حتى إنَّ منهُم حافظًا من حُفّاظِ الحديثِ يقالُ لهُ ابنُ دِحيةَ منَ المغربِ كانَ خرجَ منَ المغربِ يقصدُ أن يزورَ البلادَ الشرقيةَ ثمَّ صادفَ هذا الوقتَ الذي كانَ عملَ فيهِ هذا الملك المظفرُ المولدَ لأولِ مرةٍ وكانَ ذلكَ في أواخرِ المائةِ السادسةِ الهجريةِ هذا الحافظُ المحدّثُ ابنُ دحيةَ عملَ لهُ كتابًا في المولدِ سمّاهُ التنويرَ في مولدِ البشيرِ النذيرِ صلى الله عليه وسلم. كلُّ العلماءِ الذينَ كانوا في ذلكَ الوقتِ من محدثينَ حفاظِ الحديثِ وفقهاءَ وصوفيينَ كلُّهُم رَضُوا بهذا العملِ ما اعتبروهُ شيئًا من بدعِ الضلالةِ.
ثمَّ لو كانَ هؤلاءِ المشوشونَ سَلِموا من كلِّ ما استحدثَ بعدَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم لقالَ القائلُ هؤلاءِ يُحارِبونَ كلَّ ما استُحدِثَ بعدَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم لكنهم متلبّسونَ ببدعٍ قبيحةٍ مثلِ كتابةِ صلعَم عندَ ذِكرِ اسمِ النبي صلى الله عليه وسلم فهذهِ بدعةٌ قبيحةٌ.
انتهى واللهُ تعالى أعلم.
------------------

1- النمار جمع نمرة كساء فيه خطوط بيض وسود.
2- كما قاله الرازي في المحصول.
3- كشط قلَعه ونزَعه وكشفه عنهُ، كما في لسان العرب.
4- رواه أبو يعلى الموصلي في مسنده.


جامع الخيرات
الجزء الأول

قائمة جامع الخيرات