في العقيدة الإسلامية كتاب عمدة الراغب
 ضروريّات الاعتقاد

ضروريّات الاعتقاد

كتاب عمدة الراغب في مختصر بغية الطالب

عمدة_الراغبالشرح أنَّ "ضرورياتُ" جمع ضروري وهو هنا ما لا يجوز للمكلف جهله أي أن هذا الفصل معقود لبيان ما يَلزَمُ ويجب اعتقاده على المكلف.

قال المؤلف رحمه الله (فصلٌ) (يجبُ على كافةِ المكلّفينَ الدُّخولُ في دينِ الإسلامِ والثُّبوتُ فيه على الدَّوامِ والتزامُ ما لزمَ عليه من الأحكامِ).
الشرح المكلّفُ هو البالغُ العاقلُ الذي بلغته دعوة الإسلام أي من بلغه أنه لا إله إلاَّ الله وأنَّ محمدًا رسولُ الله فهذا هو المكلّف الذي هو مُلْزَمٌ بأن يَدِيْن بدين الإسلام1 ويعمل بشريعته أي أن يؤدِّيَ الواجبات ويجتنبَ المحرّمات. أما من مات قبل البلوغ فليس عليه مسئولية في الآخرة وكذلك من اتّصل جنونه إلى ما بعد البلوغ فمات وهو مجنون فليس مكلّفًا2 وكذلك الذي عاش بالغًا ولم تبلغه دعوةُ الإسلام أي أصلُ الدعوةِ. وليس شرطًا لبلوغِ الدعوةِ أن تبلغه تفاصيلُ عقائدِ الإسلام بأدلّتها بل يكون مكلّفًا بمجرّد أن يبلغه أصلُ الدعوة3 ولا يكون له عذرًا أنه لم يكن فكّر في حقيّة الإسلام برهة من الزمن فإن من سمع في الأذان الشهادتين وهو يفهم العربيّة فهو مكلّف فإن مات ولم يُسلم استحقّ عذابَ اللهِ المؤبّدَ في النار.
ثم إنَّ نية الثبوت على الإسلام ضرورية أي أن يخلو قلبُه عن أي عزم على ترك الإسلام في المستقبل أو تردُدٍ في ذلك فإن من نوى الكفر في المستقبل كفر في الحال4.
-------------

1- قال الله تعالى ﴿إن الدين عند الله الإسلام﴾ [سورة ءال عمران/ الآية ١٩] وقال تعالى ﴿ومن يبتغِ غير الإسلام دينًا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين﴾ [سورة ءال عمران/ الآية ٨٥]
2- قال النووي في شرحه على صحيح مسلم باب الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة قطعًا واعلم أن مذهب أهل السنة وما عليه أهل الحق من السلف والخلف أن من مات مُوَحِّدًا دخل الجنة قطعًا على كل حال فإن كان سالمًا من المعاصي كالصغير والمجنون والذى اتصل جنونه بالبلوغ والتائب توبة صحيحة من الشرك أو غيره من المعاصي إذا لم يحدث معصية بعد توبته والموفق الذى لم يبتل بمعصية أصلاً فكل هذا الصنف يدخلون الجنة ولا يدخلون النار أصلاً اﻫ
3- في رسالة النبي صلى الله عليه وسلم لهرقل «من محمد عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم سلام على من اتبع الهدى أما بعد فإني أدعوك بدعاية الإسلام أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين فإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين و﴿قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئًا ولا يتخذ بعضنا بعضًا أربابًا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون﴾» رواه البخاري، باب كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
4- قال الشيخ زكريا الأنصاري في شرح الروض في باب الردة أو عزم على الكفر أو علَّقه بشىء كقوله إن هلك مالي أو ولدي تهودت أو تنصرت أو تردد هل يكفر أو لا لأن استدامة الإيمان واجبة فإذا تركها كفر اﻫ

عمدة الراغب

قائمة عمدة الراغب