في العقيدة الإسلامية كتاب عمدة الراغب
 ترجمة عبد الله بن حسين بن طاهر

ترجمة عبد الله بن حسين بن طاهر

كتاب عمدة الراغب في مختصر بغية الطالب

عمدة_الراغبعبد الله بن الحسين بن طاهر العلوي الحضرمي ولد في تريم بحضرموت سنة 1191 ﻫ وأقام سنوات بمكة والمدينة وأخذ عن العديد من المشاهير. عاد إلى بلاده فسكن المسيلة بقرب تريم ووعظ ودرّس. قال عنه تلميذه عيدروس الحبشي إمام المريدين وأستاذ السالكين الحافظ لزمانه وأوقاته المقبل على طاعة ربه وعباداته. له تصانيف منها سلم التوفيق في الفقه وعليه شرح للشيخ محمد نووي الجاوي المتوفى بمكة عام 1316 ﻫ ومفتاح الإعراب في النحو وعليه شرح لتلميذه مفتي مكة السيد محمد بن حسين الحبشي المتوفى بها سنة 1281ﻫ سماه السلس الخطاب على مفتاح الإعراب ومجموعة رسائل. توفي في المسيلة في ربيع الثاني سنة 1272 ﻫ.
قال تلميذه الحبيب العيدروس بن عمر إنه أي عبد الله بن حسين رحمه الله تعالى كان يأتي كل يوم مِن لا إلـٰه إلا الله بخمسة وعشرين ألفًا ومن يا الله بخمسة وعشرين ألفًا ومن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بخمسة وعشرين ألفًا وكان يغتسل ويتطيب لكل فريضة اﻫ
من أقواله ينبغي لمن أمر بمعروف أو نهى عن منكر أن يكون برفق وشفقة على الخلق يأخذهم بالتدريج فإذا رءاهم تاركين لأشياء من الواجبات فليأمرهم بالأهم فالأهم فإذا فعلوا ما أمرهم به انتقل إلى غيره وأَمَرَهم وخَوَّفَهم برفق وشفقة مع عدم النظر منه لمدحهم وذمهم وعطاهم ومنعهم وإلا وقعت المداهنة، وكذا إذا ارتكبوا منهيّات كثيرة ولم ينتهوا بنَهْيه عنها كلِّها فليكلمْهم في بعضها حتى ينتهوا ثم يتكلم في بعضـها حتى ينتهوا ثم يتكلم في غيرها وهكذا اﻫ من مجموع كلامه المنثور.
ومنها أكل الحلال أصلٌ كبير ولا تزكو العبادة ويظهر أثرها إلا إذا كانت اللقمة طيبة من غير شُبَه فالحلال كالأصل للعبادة والشىء لا يستقيم إلا إذا صَلَحَ أصله اﻫ أو كما قال.
ومنها أنه قال كان الأخ طاهرٌ يتتلمذ لكل من وجده مساويًا له أو أدنى منه في أي بلد كان ولم يظهر نفسه بدعوة الخلق ولا تذكيرهم إلا إذا لم يجد من يقوم بذلك مبالغة في الخُمول. وكان في بعض البلدان إذا رءا من يدعي المعرفة نكش كتابه وقال له با أقرأ عليك. وحصل النفع له ولغيره بسبب تواضعه وتهذيب نفسه لأنه من تكبر على الناس وطلب منهم المجيء إلى عنده والقراءة عليه لم يحصل له ولا منه انتفاع اﻫ
وكان عيدروس الحبشي يحكي عنه مثالاً ضربه للسالك من أهل الطريق أنه قد تَعْرِضُ له وقفة أو قال فترة وقد سار أربعين ذراعًا فيرجع إلى حيث كان ثم يعود ويرجع للأخذ في سلوك طريقه فيسير عشرين ذراعًا فيظن أنه قد حصل له ستون ذراعًا بانضمام العشرين الأخيرة اﻫ

من شعره
واطلبِ العلمَ في صباحٍ ومَمْسى ***** وَبلَيْـلٍ وبالعِـشى والبُـكورِ
إنَّ في العلمِ كلَّ فوزٍ ونَجْحٍ ***** إنَّ في العلمِ كلَّ خيرٍ ونورِ
فَبِهِ تَعْرِفُ الإلـٰهَ وتَعرِفْ ***** كلَّ أمرٍ في وِرْدِهِ والصدورِ
انظر نيل الوطر ومعجم المؤلفين والأعلام والمنهج السويّ.

عمدة الراغب

قائمة عمدة الراغب