قال المؤلف رحمه الله (ومعنى أشهدُ أنَّ محمدًا رسولُ الله أعلمُ وأعتقدُ وأعترفُ أنَّ محمدَ بنَ عبدِ الله بنِ عبد المطلبِ بن هاشمِ بنِ عبدِ منافٍ القرشيَّ صلى الله عليه وسلم عبدُ الله ورسولُهُ إلى جميع الخلق ويتبعُ ذلك اعتقادُ أَنَّه وُلِدَ بمكّةَ وبُعثَ بها وهاجرَ إلى المدينةِ ودفنَ فيها ويتضمّنُ ذلك أَنَّه صادقٌ في جميعِ ما أخبَرَ بهِ وبلَّغَهُ عن الله فمن ذلك عذابُ القبرِ ونعيمُهُ وسؤالُ الملكين منكرٍ ونكيرٍ والبعثُ والحشرُ والقيامةُ والحسابُ والثوابُ والعذابُ والميزانُ والنارُ والصِّراطُ والحوضُ والشفاعةُ والجنّةُ والرؤيةُ لله تعالى بالعين في الآخرة بِلا كيفٍ ولا مكانٍ ولا جهةٍ [أي] لا كما يُرى المخلوق والخلودُ فيهما. والإيمانُ بملائكةِ الله ورسلِهِ وَكُتُبِهِ وبالقدرِ خيرِهِ وشرِّهِ وأَنَّه صلى الله عليه وسلم خاتمُ النبيّين وسيدُ ولد ءادمَ أجمعينَ.)
الشرح معنى أشهد أنَّ محمّدًا رسول الله أعلم وأعتقد وأصدِّق وأؤمن وأعترف بأنّ نبيّنا محمَّد1 بنَ عبدِ الله بنِ عبد المطلبِ عبدُ الله ورسوله إلى كافة الخلق والمُراد بالخلق هنا الإِنس والجنّ قال تعالى ﴿ليكونَ للعالمين نذيرًا﴾2 3إذْ هذا الإنذار للإنس والجنّ فقط لا دخول للملائكة فيه4 لأنهم مجبولون على طاعة الله أي لا يختارونَ إلا الطاعة بمشيئة الله فلا يحتاجون إلى إنذارٍ وأمّا مَن قَبْلَهُ من الأنبياء فلم يكن مرسلاً إلى الإنس والجن كافّة5 فالإيمان برسالة سيِّدنا محمّد صلى الله عليه وسلم هو أصل معنى الشهادة الثانية لكنها تتضمّن مسائل كثيرة وتتبعها أحكامٌ عديدة منها
كونُه من قريشٍ وهم أشرف قبائل العرب لهم الصدارة بين العرب6.
ووجوب معرفة أنّه صلى الله عليه وسلم وُلِد بمكّة وبُعث أي نزل عليه الوحيُ بالنّبوة وهو بها أي مستوطن بها ثم هاجر إلى المدينة وأنّه مات في المدينة فدُفِنَ فيها.
* وأنّه صادقٌ في كل ما أخبر بهِ عن الله تعالى ولا يخطئ في ذلك سَواء كان مِن أخبارِ مَنْ قبلَه مِن الأمم والأنبياء وبَدءِ الخلق أو من التحليل أو التحريم لبعض أفعال وأقوال العباد أو مما أخبر به مما يحدث في المستقبل في الدنيا وفي البرزخ وفي الآخرة وذلك لقول الله تعالى ﴿وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحيٌ يوحى﴾7 فمن اعتقد أنه يخطئ في ذلك فقد كذب الدين8. أما ما يُخبر به من أمور الدنيا بغير وحي فيجوز عليه الخطأ فيه9.
-------------