في العقيدة الإسلامية كتاب عمدة الراغب


الأنبياء

كتاب عمدة الراغب في مختصر بغية الطالب

عمدة_الراغب قال المؤلف رحمه الله (ويجبُ اعتقادُ أَنَّ كلَّ نبيٍّ منْ أنبياءِ الله يجبُ أَنْ يكونَ متّصفًا بالصدقِ والأمانةِ والفطانةِ فيستحيلُ عليهم الكذبُ والخـيانةُ والرذالةُ1 والسـفاهةُ2 والبلادةُ3 والجبن وكـلُّ ما يُنَفِّرُ عن قبـول الدعوة منهم)
الشرح أن الأنبياء يجبُ لكلٍّ منهم أنْ يكونَ بهذه الأخلاقِ وهي الصدق فيستحيل عليهم الكذب4 لأَنَّ ذلك نقصٌ ينافي منصب النبوّة وأما قولُ إبراهيمَ عليهِ السلامُ عن زَوجتِهِ سارةَ «إنها أختي» وهي ليستْ أختَهُ في النَّسبِ فكانَ لأنها أُختُه في الدين فهو ليسَ كَذِبًا مِنْ حيثُ الباطنُ والحقيقةُ إنما هو صِدقٌ. وكذلكَ وردَ في أمرِ إبراهيم في القرءانِ الكريمِ أَنّهُ قالَ ﴿بَل فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَسْئَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ﴾5 وليسَ هذا كذبًا حقيقيًّا بل هذا صدقٌ من حيث الباطن والحقيقة لأَنَّ كبير الأصنام هو الذي حمله على الفتك بهم أي الأصنام الأخرى من شدّة اغتياظه منه لمبالغتهم في تعظيمه بتجميل هيئته وصورته فحمله ذلك على أن يكسِّر الصغار ويهينَ الكبير فيكونُ إسناد الفعل إلى الكبير إسنادًا مجازيًّا6 فلا كذب في ذلك أي هو في الحقيقة ليس كذبًا وأما حديث «كَذَبَ إبراهيمُ ثلاثَ كَذَبَاتٍ» فقد اعترضَ عليه بعضُ العلماءِ7 وأَوَّلَهُ بعضهم8 9.
والأمانة فيستحيل عليهم الخيانةُ فلا يكذبونَ على الناسِ إن طلبوا منهم النصيحة ولا يأكلون أموالَ الناس بالباطل.
والفطانة فكلُ الأنبياءِ أذكياءُ يستحيل عليهم الغباوةُ أي أن يكونوا ضعفاءَ الأفهام لأن الغباوةَ تنافي مَنصِبَهم لأنهم لو كانوا أغبياء لنفر منهم الناس لغباوتِهم والله حكيم لا يجعل النبوة والرسالة في الأغبياء فإنهم أُرسلوا ليبلّغوا الناسَ مصالح ءاخرتهم ودنياهم والبلادة تنافي هذا المطلوب منهم.
ويستحيل على الأنبياء الرذالة والسفاهة والبلادة فليس في الأنبياء من هو رذيلٌ يختلس النظر إلى النساء الأجنبيات بشهوةٍ مثلاً10 وليس فيهم من يسرق ولو حبة عنب وليس في الأنبياء من هو سفيهٌ يقول ألفاظًا شنيعة تستقبحُهَا النفس وليس في الأنبياء من هو بليدُ الذهن عاجز عن إقامة الحجة على من يعارضهُ بالبيان ولا ضعيفُ الفهم لا يفهم الكلام من المرة الأولى إلا بعد أن يُكرَّرَ عليه عدةَ مراتٍ11.
ويستحيل على الأنبياء سبقُ اللسان في الشرعيات12 والعاديَّات13 لأنه لو جاز عليهم لارتفعت الثقة في صحة ما يقولونه ولقال قائل عندما يبلغه كلام عن النبي ما يدرينا أن يكون قاله على وجه سبق اللسان لذلك لا يصدر من نبيٍّ كلامٌ غيرُ الذي يريد قوله ولا يصدر منه كلامٌ وهو لا يريد الكلام بالمرة كما يحصل لمن يتكلم وهو نائم. وكذلك يستحيل عليهم الأمراض المُنَفِّرَةُ كخروج الدود من الجسم14.
وكذلك يستحيل على الأنبياء الجبن أما الخوفُ الطبيعي فلا يستحيل عليهم بل الخوف الطبيعي موجود فيهم وذلك مثل النفور من الحية فإن طبيعة الإنسان تقتضي النفور من الحية وما أشبه ذلك. ولا يقال عن النبي صلى الله عليه وسلم هَرَبَ لأن هربَ يُشْعِرُ بالجبن أما فَرَّ من الأذى مثلاً فلا يشعر بالجبن يقال هاجر فرارًا من الكفار أي من أذى الكفار هذا جائز ما فيه نقص وعلى هذا المعنى قولُ الله تعالى إخبارًا عن موسى أنه قال ﴿فَفَرَرْتُ مِنكُم لَمَّا خِفْتُكُمْ﴾15 16.
قال المؤلف رحمه الله (وتجبُ لهم العصمةُ منَ الكفرِ17 والكبائرِ18 وصغائرِ الخِسَّةِ قَبلَ النُبوّة وبعدَهَا.)
الشرح الأنبياء معصومون أي محفوظون من الكفر قبل أن يُوحَى إليهم بالنبوة وبعدَ ذلك أيضًا19 وأمَّا قول سيدنا إبراهيم عن الكوكب حين رءاه ﴿هَذَا رَبِّي﴾20 فهو على تقدير الاستفهام الإنكاريّ فكأَنَّه قال أَهذا ربِّي كما تَزعُمُونَ21 ثم لَمَّا غابَ قال ﴿لاَ أُحِبُّ الآفِلِينَ﴾22 أي لا يصلح أن يكون هذا ربًّا فكيف تعتقدون ذلك23. ولمّا لم يفهموا مقصوده بل بقُوا على ما كانوا عليه قال حينما رأى القمر مثل ذلك فلما لم يجد منهم بغيته أظهر لهم أنّه بريء من عبادته وأنّه لا يصلح للربوبيّة ثم لما لم ير منهم بغيته قال حينما ظهرت الشمسُ ﴿هَذَا رَبِّي هذا أكبر﴾ أي على زعمكم فلم ير منهم بغيته أيضًا فأَيِسَ منهم من عدم انتباههم وفَهمِهم للمراد أي أن هذه الثلاثة لا تصلح للألوهية24 فتبرأ مما هم عليه من الشرك ثم لم يمكث فيهم بل ذهب إلى فِلَسْطين فأقام هناك وتوفي فيها وأمَّا إبراهيمُ في حدِّ ذاته فكان يعلم قبل ذلك أنَّ الربوبيّة لا تكون إلا لله بدليل قوله تعالى ﴿وَلَقَدْ ءَاتينَا إبراهيم رُشْدَهُ مِن قَبْلُ﴾25 26 27.
والأنبياء عليهم السلام معصومون من الوقوع في المعاصي الكبيرة28 وكذلك عصمهم الله من التلبُّس بالذنوب الصغيرة التي فيها خِسَّةٌ ودناءة كسرقة حبة عنب فإن هذه صغيرةٌ لكنها تدل على دناءة نفس29.
قال المؤلف رحمه الله (ويجوزُ عليهِم ما سوى ذلكَ مِنَ المعاصي لكنْ يُنبَّهونَ فورًا للتوبةِ قبلَ أن يقتديَ بهمْ فيهَا غيرُهُمْ)
الشرح الصَّغائرُ التي ليس فيها خسةٌ ودناءة تجوز على الأنبياء ويدل على جواز حصولِ ذلك منهم ءاياتٌ منها قوله تعالى ﴿وَعَصَى ءَادَمُ رَبَّهُ فَغَوَى﴾30 31 وقوله تعالى عن إبراهيم عليه السلام أنه قال ﴿وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ﴾32 ولكنَّ الأنبياء إن حصل منهم شىءٌ من المعاصي الصغيرةِ التي ليس فيها خسةٌ ولا دناءةٌ يُنَبَّهون فورًا للتوبة فيتوبون قبل أن يقتديَ بهم في تلك الصغيرة غيرُهم فيفعلَ مثلما فعلوا لأنهم قُدوةٌ للناس33.
قال المؤلف رحمه الله (فمِنْ هنا يُعْلَمُ أنّ النبوّةَ لا تصحُّ لإخوةِ يوسفَ الذينَ فعلوا تلكَ الأفاعيلَ الخسيسةَ34 وهمْ مَنْ سوى بِنيامينَ)
الشرح من هذا الذي ذكرناه يُعلم أنه لا تصحُّ النبوّةُ لإخوة يوسفَ وهم العشرةُ الذين فعلوا تلك الأفاعيلَ الخسيسةَ من ضربهم يوسفَ ورميهم له في البئر وتسفيههم أباهم بقولهم ﴿إِنَّكَ لَفي ضَلاَلِكَ الْقَدِيمِ﴾35 36 ونحو ذلك وهم مَنْ عدا بِنيامينَ أي ليس بنيامين من هؤلاء العشرة.
قال المؤلف رحمه الله (والأسباطُ الذينَ أُنزلَ عليهمُ الوحيُ همْ مَنْ نُبِّئ مِنْ ذريتِهِم.)
الشرح الأسْباط الذين ذكرهم الله في القرءان أنه أُنزل عليهم الوحيُ هم غيرُ هؤلاء الذين ءاذَوا سيدنا يوسف بل هم من ذريتهم لأن ذرّيتهم منهم من أُوتي النبوة. والسِّبْطُ لُغَةً يُطلق على الولد وولد الولد37. قال تعالى ﴿قُولُوا ءَامَنَّا بِاللهِ وَمَا أُنزلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمـٰعِيلَ وَإِسْحَـٰقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُم وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ﴾38.
-------------

1- قال في الصحاح(ص\257) الرَذْلُ الدونُ الخسيسُ اﻫ
2- قال في المصباح المنير(ص\106) والسَّفَهُ نقص في العقل وأصله الخفة اﻫ وفي تهذيب اللغة(2\1710) وقال بعض أهل اللّغة أصل السَّفَه الخفّة ومعنى السَّفِيه الخفيفُ العَقْل اﻫ
3- قال في الصحاح(ص\86) والبَلادَةُ ضدُّ الذكاء اﻫ قال في المصباح(ص\24) وبَلُدَ الرجل بالضم بلادة فهو بَلَيدٌ أي غير ذكي ولا فطن اﻫ
4- قال القاضي عياض في الشفا(2\136) والصواب تنـزيه النبوة عن قليله (أي الكذب) وكثيره وسهوه وعمده اﻫ
5- في تفسير القرطبي(15\93) وقال الضحاك معنى سقيم سأسقم سقم الموت لأن من كتب عليه الموت يسقم في الغالب ثم يموت وهذا تورية وتعريض كما قال للملك لما سأله عن سارة هي أختي يعني إخوة الدين اﻫ وقال في الفتح(6\392) كتاب الأنبياء باب قوله تعالى{واتخذ الله إبراهيم خليلا}سورة النساء وقوله هذه أختي يُعْتَذَرُ عنه بأن مراده أنها أخته في الإسلام اﻫ
6- [سورة الأنبياء/ الآية ٦٣].
7- في النهر الماد لأبي حيان الأندلسي (ج2\1\ص\496) قال بل فعله كبيرهم وأسند الفعل إلى كبيرهم على جهة المجاز لمّا كان سببًا في كسر هذه الأصنام هو تعظيمهم وعبادتهم له ولما دونه من الأصنام كان ذلك حاملاً على تحطيمها وتكسيرها فأسند الفعل إلى الكبير إذ كان تعظيمهم له أكثر من تعظيم ما دونه اﻫ
8- كالرازي في تفسيره(22\185).
9- قال في الفتح(6\391) في شرح باب قول الله تعالى ﴿واتخذ اللهُ إبراهيمَ خليلاً﴾سورة النساء وأما إطلاقه الكذب على الأمور الثلاثة فلكونه قال قولاً يعتقده السامع كذبًا لكنه إذا حقق لم يكن كذبًا لأنه من باب المعاريض المحتملة للأمرين اﻫ
10- قال الرازي في عصمة الأنبياء(ص\71) فإن قلت روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال «ما كذب إبراهيم إلا ثلاث كذبات قوله إني سقيم وقوله بل فعله كبيرهم هذا وقوله لسارة إنها أختي» قلت هذا من أخبار الآحاد فلا يعارض الدليل القطعي الذي ذكرناه ثم إن صح حُمل على ما يكون ظاهره الـكذب اﻫ
11- وأما قوله تعالى في سورة يوسف ﴿ولقد همت به وهمَّ بها لولا أن رءا برهان ربِّه﴾ فليس معناه أن يوسف عليه السلام همَّ بالزنا بامرأة العزيز بل بين الرازي (18\118) في تفسيره بطلان هذا القول وأنه لا يصح تفسير الآية على أنه عليه السلام هم بالزنا فقال إن يوسف عليه السلام كان بريئًا عن العمل الباطل والهَمِّ المحرم وهذا قول المحققين من المفسرين والمتكلمين وبه نقول وعنه نذب اﻫ وقال في كتاب عصمة الأنبياء(ص\89) في تفسير الآية الوجه الثاني في حمل الهم على العزم أن يحمل الكلام على التقديم والتأخير والتقدير ولقد همت به ولولا أن رأى برهان ربه لهم بها ويجري ذلك مجرى قولك قد كنت هلكت لولا أن تدراكته اﻫ
12- قال الشيخ محمد ميارة المالكي في الدر الثمين وكذا يمتنع في حقهم الجنون قليله وكثيره لأنه نقص بل يجب في حقهم كمال العقل والذكاء والفطنة وقوة الرأي اﻫ
13- قال القاضي عياض في الشفا(2\123) لا يجوز عليه خُلْفٌ في القول في إبلاغ الشريعة والإعـلام بما أخبر به عن ربه وما أوحـاه إليه من وحيه لا على العمد ولا على غير عمد اﻫ
14- قال القاضي عياض في الشفا(2\135) في الكلام على حاله صلى الله عليه وسلم في أخبار الدنيا فالذي يجب اعتقاده تنـزيه النبي صلى الله عليه وسلم عن أن يقع خبره في شىء من ذلك بخلاف مُخْبَرِهِ لا عمدًا ولا سهوًا ولا غلطًا اﻫ
15- قال الشيخ محمد ميارة المالكي في الدر الثمين(ص\50) عند ذكره ما يجب للأنبياء عليهم الصلاة والسلام "والسلامة من كل ما ينفر مما يوجب ثلمًا في النفس والخلق والخلق كالفظاظة والعيوب المنفرة كالبرص والجذام والأدرة لأنهم على غاية الكمال في خلقهم وخلقهم" اﻫ
16- [سورة الشعراء/ الآية ٢١].
17- قال القشيري في تفسيره(2\398) قوله ﴿ففرت منكم لما خفتكم﴾ سورة الشعراء يجوز حمله على الظاهر وأنه خاف منهم على نفسه اهـ وقد قال الله تعالى مخاطبًا نبيه موسى عليه السلام ﴿خُذْها ولا تَخَفْ﴾ [سورة طه/ الآية ٢١]. وقال تعالى ﴿فأَوْجَسَ في نَفْسِهِ خِيْفَةً موسى﴾ [سورة طه/ الآية ٦٧].
18- قال في الشفا(2\109) والصواب أنهم معصومون قبل النبوة من الجهل بالله وصفاته والتشكيك في شـىء من ذلك اﻫ
19- قال في الشفا(2\143) فصل وأما ما يتعلق بالجوارح من الأعمال ولا يخرج من جملتها القول باللسان فيما عدا الخبر الذي وقع فيه الكلام ولا الاعتقاد بالقلب فيما عدا التوحيد وما قدمناه من معارفه المختصة به فأجمع المسلمون على عصمة الأنبياء من الفواحش والكبائر الموبقات اﻫ
20- قال أبو المظفر السمعاني المتوفى سنة أربعمائة وتسع وثمانين في كتابه القواطع وأما الأنبياء عليهم السلام فلا يصح منهم وقوع الكبائر لعصمة الله تعالى إياهم عن ذلك فأما الصغائر فقالوا أي أهل السنة لا يصح وقوع ما ينفر عنهم مثل الكذب وما يضع من أقدارهم وما يدعو إلى البعد عنهم مثل الغلظة والفظاظة اﻫ ثم قال وأما ما عدا ما ذكرناه من الصغائر فقد أبى بعض المتكلمين وقوع ذلك من الأنبياء أيضًا والأصح أن ذلك يصح وقوعه منهم ويتداركون ذلك إبّان موته قبل اخترام المنيّة اﻫ
21- [سورة الأنعام/ الآية ٧٦].
22- قال أبو حيان في النهر الماد(1\706) ولا يريد بذلك الاعتقاد وإنما ذلك مثل أن ترى رجلاً ضعيف القوة لا يكاد ينهض فيقول إنسان هذا ناصري بمعنى أنه لا يقدر على نصرتي مثل هذا اﻫ
23- [سورة الأنعام/ الآية ٧٦].
24- قال الأسفرايني في التبصير(ص\160) وأن تعلم أن الحوادث لا يجوز حلولها في ذاته وصفاته لأن ما كان محلاًّ للحوادث لم يخل منها وإذا لم يخل منها كان محدثًا مثلها ولهذا قال الخليل عليه الصلاة والسلام لا أحب الآفلين بيّن به أن من حل به من المعاني ما يغيره من حال إلى حال كان محدثًا لا يصح أن يكون إلهـًا اﻫ
25- قال الرازي في كتابه عصمة الأنبياء(ص\62) والأصح من هذه الأقوال أن ذلك (أي قول إبراهيم هذا ربي) على وجه الاعتبار والاستدلال لا على وجه الإخبار ولذلك فإن الله تعالى لم يذم إبراهيم عليه السلام على ذلك بل ذكره بالمدح والتعظيم وأنه أراه ذلك كي يكون من الموقنين، هذا هو البحث المشهـور في الآية اﻫ
26- [سورة الأنبياء/ الآية ٥١].
27- قال القرطبي في تفسيره(16\56) وقال المفسرون في قوله تعالى ﴿ولقد ءاتينا إبراهيم رشده من قبل﴾ سورة الأنبياء أي هديناه صغيرًا قاله مجاهد وغيره اﻫ ذكره في تفسير سورة الشورى.
28- قال أبو الوليد بن رشد المتوفى سنة ٥٢٠ ﻫ في المقدمات (ص \٧) ولم يَستدلَّ إبراهيم بما عاينه في الكواكب والشمس والقمر لنفسه إذ لم يكن جاهلاً بربِّه ولا شاكًّا في قِدَمِهِ وإنما أراد أن يُريَ قومه وجه الاستدلال بذلك ويُعَيِّرَهم بالذهول على هذا الدليل الواضح ويُوْقِفَهم على باطل ما هم عليه اﻫ
29- وأما قتل موسى عليه السلام للقبطي فقد قال الرازي في عصمة الأنبياء(ص\151) في بيان معنى ما ورد في ذلك تمسكوا بقوله تعالى ﴿فوكزه موسى فقضى عليه﴾ فإن ذلك القبطي إما أن يكون مستحقًا للقتل أو لا فإن كان الأول فلم قال ﴿هذا من عمل الشيطان﴾ و﴿ربي إني ظلمت نفسي﴾ الآية و﴿فعلتها إذن وأنا من الضالين﴾ وإن كان الثاني كان عاصيًا في قتله. جوابه يحتمل أن يقال إنه لكفره كان مستحقًا للقتل وأنه لم يكن لكن موسى قتله خطأ وأنه لم يقصد إلا تخليص الذي من شيعته من ذلك القبطي فتأدى به ذلك إلى القتل من غير قصد. أما الآيات فمن جوّز الصغيرة أي على الأنبياء حملها عليه فإن الاستغفار والتوبة تجب من الصغيرة كما تجب من الكبيرة اﻫ وأما ما ينسب إلى سيدنا داود عليه السلام من أنه أرسل رجلاً من قوّاد جنده إلى القتال حتى يموت فيتزوج امرأته فباطل لا يصح ولا يليق بنبي من أنبياء الله. قال الرازي في عصمة الأنبياء(ص\111) الأول أن الذي حكاه المفسرون عن داود وهو أنه عشق امرأة أوريا فاحتال حتى قتل زوجها فتزوجها لا يليق بالأنبياء بل لو وصف به أفسق الملوك لكان منكرًا اﻫ
30- كما قال التفتازاني في شرح العقائد(ص\171) عند كلامه على جواز وقوع الصغائر من الأنبياء قال إلا ما يدل على الخسة كسرقة لقمة والتطفيف بحبة اﻫ
31- [سورة طه/ الآية ١٢١].
32- قال الطبري(16\224) وقوله ﴿وعصى ءادم ربه فغوى﴾ يقول وخالف أمر ربه فتعدى ثم قال(16\224) وقوله ﴿ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى﴾ يقول اصطفاه ربه من بعد معصيته إياه اﻫ
33- [سورة الشعراء/ الآية ٨٢].
34- قال التفتازاني في شرح العقائد(ص\171) لكن المحققين اشترطوا أن ينبهوا عليه فينـتهوا عنه اﻫ
35- قال القرطبي في تفسيره(9\133) وفي هذا ما يدل على أن إخوة يوسف ما كانوا أنبياء لا أولاً ولا ءاخرًا لأن الأنبياء لا يدبرون في قتل مسلم اﻫ
36- [سورة يوسف/ الآية ٩٥].
37- قال القشيري في تفسيره لطائفِ الإشارات(2\93) قرنوا كلامهم بالشتم ولم يحتشموا أباهم ولم يراعوا حقه في المخاطبة فوصفوه بالضلال في المحبة اﻫ
38- والسبط واحد الأسباط وهم ولد الولد كذا في مختار الصحاح(ص\120). وفي لسان العرب(7\310) قال أبو العباس سألت ابن الأعرابي ما معنى السبط في كلام العرب قال السبط والسبطان والأسباط خاصة الأولاد والمصاص منهم وقيل السبط واحد الأسباط وهو ولد الولد اﻫ
39- [سورة البقرة/ الآية ١٣٦].

عمدة الراغب

قائمة عمدة الراغب