في العقيدة الإسلامية كتاب عمدة الراغب


بيان ما يشتمل عليه علم الدين الضروري

كتاب عمدة الراغب في مختصر بغية الطالب

عمدة_الراغبقال المؤلف رحمه الله (وبعدُ فهذا مختصرٌ جامعٌ لأغلبِ الضروريّاتِ التي لا يجوزُ لكلِّ مكلّفٍ جهلها مِن الاعتقادِ ومسائلَ فقهيّةٍ مِنَ الطهارةِ إلى الحجِ وشىءٍ من أحكامِ المعاملاتِ على مذهبِ الإمامِ الشافعيِّ).
الشرح في هذا الكتاب أغلب أُمور الدين الضرورية التي يجب على كل مكلفٍ بالغ عاقلٍ معرفتُها في العقيدة والعبادات وواجباتِ القلب ومعاصي الجوارح والتوبة. وليس معنى ذلك أنَّ كلَّ ما فيه معرفتُهُ فرض عين فمعرفة نسب الرسول صلى الله عليه وسلم إلى عبد مناف المذكورِ في هذا المختصر ليست من فروض العين بل من فروض الكفاية وكذلك مسائل أُخرى فيه من العبادات والمعاملات.
والعبادات هي الطهارة والصلاة والزكاة والصيام والحج أما المعاملات فهي البيع والشراء والشركة والقرض ونحو ذلك.
وأما الإمام الشافعي رضي الله عنه فاسمه محمّد بن إدريس وهو قرشي مطلبي وُلِدَ سنة مائةٍ وخمسين وتُوفي سنة مائتين وأربع للهجرة وفي أجداده شخص اسمُهُ شافع لذلك لُقب بالشافعي ومذهبه يقال له "المذهب الشافعي" ومَنْ عرف مذهبه وعمل به يُقال له "شافعي".

قال المؤلف رحمه الله (ثم بيانِ معاصي القلب والجوارح كاللسان وغيره)
الشرح: في هذا الكتاب بيان معاصي القلب والجوارح أي بيان ذنوب القلب وذنوب الجوارح السبعة. والجوارح جمع جارحة وهي أعضاء الإنسان1 كاليد والرِّجلِ والأُذُن والعين واللسان.
قال المؤلف رحمه الله (الأصل لبعض الفقهاء الحضرميينَ وهو عبد الله بنُ حسين بن طاهر ثم ضُمِّنَ زياداتٍ كثيرةً من نفائس المسائل) الشرح أصلُ هذا الكتاب للشيخ عبد الله بن حُسين بن طاهر العلوي الحضرمي توفي سنة ألفٍ ومائتين واثنتين وسبعينَ للهجرة. والعلوي نسبةٌ إلى علوي بن عبيد الله2 فى اصطلاح أهل حضرموت. ثم زاد المؤلف على الأصل زيادات جيدة وهذا هو شأن الاختصار المعروف عند المؤلفين لأنه ليس ملتزمًا عندهم أن لا يُبدِلَ المختصِرُ في مختصَرِهِ بعض ما في الأصل أو أن لا يأتي بزيادة3.
ونفائس المسائل معناها المسائل الحسنة فإن الشىء الحسن يقال له "نفيس"*.

قال المؤلف رحمه الله (معَ حذفِ ما ذكرَهُ في التصوّف وتغييرٍ لبعض العباراتِ مما لا يؤدّي إلى خلافِ الموضوعِ. وقدْ نذكرُ ما رجّحَه بعضٌ منَ الفقهاءِ الشافعيينَ كالبُلْقينيّ لتضعيفِ ما في الأصل)
الشرح ترك المصنف رحمه الله من أصل هذا الكتاب ما يتعلق بالتصوف مما ليس من الفرض العيني وضعّف بعض المواضع التي في الأصل وذكر ما رجحه البلقيني رحمه الله وهو الشيخ سراج الدين عمر بن رَسلان4 وكان في عصره عالم الدنيا.

قال المؤلف رحمه الله (فينبغي عنايتُهُ بِهِ ليُقبَلَ عملُهُ أسمينَاهُ مختصرَ عبدِ الله الهرريِّ الكافلَ بِعلمِ الدينِ الضَّروريّ.)
الشرح قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «طلبُ العِلم فريضةٌ على كل مسلم» رواه البيهقي وحسنه الحافظ المزي5. والمراد بالعلم في هذا الحديث علمُ الدين الضروري الشاملُ لمعرفة الله ومعرفة رسوله وغيرهما من ضروريّات الاعتقاد والشاملُ أيضًا لمعرفة أحكام الصّلاة والطهارة شروطًا وأركانًا ومبطلاتٍ وغيرهما من ضروريّات علم الدين. ولمّا كان هذا المختصر حاويًا لهذه الأشياء مشتملاً عليها كان ينبغي لطالب العلم أن يعتني بتحصيل ما فيه ويُخلِصَ النية فيه لله ليكون عمله مقبولاً عند الله.
"والكافل بعلم الدين الضروري" معناه الجامع لعلم الدين الضروري.
-------------

1- قال في لسان العرب وجوارح الإنسان أعضاؤه وعوامل جسده كيديه ورجليه واحدتها جارحة اﻫ
2- هو علوي بن عبيد الله بن أحمد بن عيسى النقيب بن محمد النقيب بن علي العُرَيضيّ ابن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم.
3- كما بَيَّنَ النووي في مقدمة كتابه روضة الطالبين.
* في مختار الصحاح نفس الشيء من باب ظرف صار مرغوبا فيه وفي المصباح نفس الشيء بالضم نفاسة كَرُم فهو نفيس اهـ.
4- سراج الدين عمر بن رسلان بن نصير بن صالح الكناني العسقلاني الأصل ثم البلقيني المصري الشافعي ولد سنة 724 ﻫ ليلة الجمعة ثاني عشر شعبان سنة أربع وعشرين وسبعمائة وحفظ القرءان العظيم وهو ابن سبع سنين وحفظ المحرر في الفقه والكافية لابن مالك في النحو ومختصر ابن الحاجب في الأصول والشاطبية في القراءات وأقدمه أبوه إلى القاهرة وله اثنتا عشرة سنة فطلب العلم واشتغل على علماء عصره وأذن له في الفتيا وهو ابن خمس عشرة سنة وسمع من الميدومي وغيره وقرأ الأصول على شمس الدين الأصفهاني والنحو على أبي حيان وأجاز له من دمشق الحافظان المزي والذهبي وغيرهما وفاق الأقران وقيل إنه اجتمعت فيه شروط الاجتهاد على وجهها فقيل أنه مجدد القرن التاسع أو الثامن وولي قضاء الشام سنة 769 ﻫ من كتبه التدريب ولم يتمه وتصحيح المنهاج في ست مجلدات والملمات برد المهمات في الفقه ومحاسن الاصطلاح في مصطلح الحديث. توفي بالقاهرة نهار الجمعة حادي عشر ذي القعدة سنة 805 ﻫ وصلى عليه ولده جلال الدين عبد الرحمن ودفن بمدرسته التي أنشأها اﻫ
انظر شذرات الذهب والأعلام. 5- كما قال السيوطي في رسالته المسماة التنقيح في مسئلة التصحيح. انظر مجلة المعتمـد العدد الأول ١٤٠٨ ﻫ ص ١١٤، وقد صححه السيوطي في رسالته المذكورة وحسّنه في تدريب الراوي فقال ومثاله أي المشهور وهو حسن حديث طلب العلم فريضة على كل مسلم اﻫ

عمدة الراغب

قائمة عمدة الراغب