والإيمان بالرؤية لله تعالى بالعين في الآخرة بأنّها حقٌّ وهذا خاصٌّ بالمؤمنين يرونه وهم في الجنّة بِلا كيفٍ ولا تشبيه ولا جهة كما نصَّ على ذلك الإمام أبو حنيفة رضي الله عنه1 أي أنّه تعالى لا يكون في جهة ولا مكان إِنَّما هم في مكانهم في الجنّة يرونه رؤية لا يكون عليهم فيها اشتباه لا يشكّون هل الذي رأوه هو اللهُ أو غيرُه كما لا يشكّ مبصِرُ القمرِ ليلةَ البدرِ ليس دونه سحابٌ أَنَّ الذي رءاه هو القمر ففي ذلك قال الرَّسول صلى الله عليه وسلم «إِنَّكم سترون ربَّكم يوم القيامة كما ترون القمر ليلةَ البدرِ لا تَضامُّون في رؤيته» رواه مسلم أي لا تتزاحمون في رؤيته وفي روايةٍ «لا تُضَامُونَ» أي لا يلحقكم ضررٌ2 شبَّه رُؤْيَتَنَا له من حيثُ عدمُ الشَّكِ برؤيةِ القمر ليلة البدر3 ولم يشبِّه الله تعالى بالقمر كما زَعَمَ بعض الجُهّال فإن الذي لم يتعلم التوحيد إذا سمع هذا الحديث قد يعتقد أن الله يشبه القمر ليلة البدر وقد صرَّحَ بعضُ العوامّ بذلك.
-------------