في العقيدة الإسلامية كتاب عمدة الراغب
 بيان أن كل ما دخل في الوجود هو بخلق الله

بيان أن كل ما دخل في الوجود هو بخلق الله

كتاب عمدة الراغب في مختصر بغية الطالب

عمدة_الراغب قال المؤلف رحمه الله (فكلُّ حادث دخل في الوجود من الأعيان والأعمالِ من الذرة إلى العرشِ ومن كل حركة للعباد وسكون والنوايا والخواطرِ فهو بخلق الله لم يخلقهُ أحدٌ سوى الله).

الشرح الأعيان هي الأشياء التي لها حجم إن كانت صغيرة كالذرة1 أو أصغر منها أو كبيرة كالعرش الذي هو أكبرُ المخلوقات حجمًا وأوسعُها مِساحة2. والذرة هي أصغر الأجرام التي تراها العين وتسمى أيضًا الهباءَ ويوجد ما هو أصغر من الهباء مما لا تراه العيون3 وله حجم ومن ذلك أصغر حجم خلقه الله وهو الذي يسميه علماء التوحيد "الجوهر الفرد" وهو الجزء الذي لا يتجزأ4، هذا وما زاد عليه اللهُ تعالى هو الذي أوجده وكذلك أعمال العباد حركاتهم وسكناتهم وأفكارهم ونيّاتهم وعلومهم وخواطرهم التي تطرأ عليهم بدون إرادتهم ونظرُهم بقصدٍ إلى شىء وطرْفُ أعينهم بقصدٍ وبغير قصد اللهُ تعالى هو خلقها فيهم أما العباد فلا يخلقون شيئًا5.
-------------

1- قال في تاج العروس(4\633)" في الذرة: ويـراد بها ما يرى في شعاع الشمس الداخل من النافذة" اﻫ
2- وهذا يفهم من حديث «ما السموات السبع مع الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على الحلقة» رواه ابن حبان في باب ما جاء في الطاعات وثوابها وصححه(1\288)انظر الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان لابن بلبان.
3- كما ذكر الزركشي في تشنيف المسامع.
4- قال أبو منصور التميمي في أصول الدين(ص\36)" فأما إثبات الجوهر جزءًا لا يتجزأ فعليه جمهور المسلمين" اﻫ
5- قال البيهقي في الاعتقاد(ص\95) في باب القول في خلق الأفعال "وليس لقائل أن يقول إذا خلق كسبه ويسره لعمل أهل النار ثم عاقبه عليه كان ذلك منه ظلمًا كما ليس له أن يقول إذا مكّنه منه وعلم أنه لا يتأتى منه غيره ثم عاقبه كان ذلك منه ظلمًا لأن الظلم في كلام العرب مجاوزة الحد والذي هو خالقنا وخالق أكسابنا لا ءامر فوقه ولا حادّ دونه وكل من سواه خلقه وملكه فهو يفعل في ملكه ما يشاء لا يُسأل عما يفعل وهم يسألون" اﻫ

عمدة الراغب

قائمة عمدة الراغب