كتب ومتون كتاب الجنّة ونعيمها
حجم الجنّة

حجم الجنّة

كتاب الجنّة ونعيمها

الجنّة ونعيمها يقول اللهُ تبارك وتعالى: ﴿وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133)﴾ (سورة ءال عمران) ويقول عز وجل: ﴿سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ ءامَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (21)﴾ (سورة الحديد) والمرادُ بالعرض هنا السَّعة وليس العرض الذي يخالف الطول، فيقال: بلاد عريضة أي واسعة.
ولا تحيط أفهامنا وعقولنا بكبر الجنة، إذ ورد عن سيدنا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنّي لأعلم ءاخرَ أهل النار خروجًا منها وءاخر أهل الجنّة دخولاً الجنة رجل يخرجُ من النار حبوًا فيقول الله عز وجل له: اذهب فادخل الجنَّة فيأتيها فيخيّل إليه أنّها ملأى فيرجع فيقول: يا ربّ وجدتها ملأى، فيقول الله عز وجل له: اذهب فادخل الجنة، فيأتيها فيخيل إليه أنها ملأى، فيرجع فيقول: يا ربّ وجدتها ملأى، فيقول الله عز وجل له: اذهب فادخل الجنة فإن لك مثل الدنيا وعشرة أمثالها، أو إنَّ لك مثل عشرة أمثال الدنيا" متفق عليه.
فإن كان أقلّ مسلم في الجنّة له كالدنيا وعشرة أمثالها فكيف بالأنبياء والأولياء والصالحين؟ ثم إن الجنة مع ضخامة حجمها ستمتلىء بأهلها أهل الجنة المتنعمين، وكذلك النار ستمتلىء؛ فسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يقول: "احتجَّت النار والجنة (أي تشاجرتا بالكلام وليس محالاً أن يخلق الله في الجنة إدراكًا بلا روح وفي النار كذلك) فقالت هذه (أي النار) يدخلني الجبارون والمتكبرون، وقالت هذه (أي الجنة): يدخلني الضعفاء والمساكين. فقال الله عز وجل لهذه (أي النار): أنت عذابي أعذّب بكِ من أشاء، وقال لهذه (أي الجنة): أنت رحمتي أرحمُ بكِ من أشاء، ولكل واحدة منكما ملؤها" رواه مسلم.
وأما مكان الجنة فهو فوق السماء السابعة وسقفها عرش الرحمن، ولقد رءاها رسول الله صلى الله عليه وسلم أثناء معراجه إلى السماء ودخل إليها، ورأى بعض ما فيها من نعيم الله وثوابه وما هيأ للمؤمنين فيها.