كتب ومتون كتاب الجنّة ونعيمها
أدنى أهل الجنّة منزلة

أدنى أهل الجنّة منزلة

كتاب الجنّة ونعيمها

الجنّة ونعيمها لن يدخل المؤمنون الجنّة دفعةً واحدة، بل هم على مراتبَ ودرجاتٍ، فأولُ مَن يدخل الجنةَ الأنبياءُ وفي مقدّمتهم حبيبُنا المصطفى صلى الله عليه وسلم ثم يتبعهُم الأتقياء والصالحون ومن شاء الله من أمّة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ثم مَن شاء من باقي الأمم، ويكونُ في النار قد بقي بعضُ المسلمين العصاة الذين شاء الله لهم العذابَ على ذنوبهم فيقضون ما يقضونَه في النار ثم يخرجون، وفي ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يخرُجُ قومٌ من النار بعدما مسَّهم منها سفعٌ فيدخلون الجنّة فيسميهم أهل الجنة الجهنميينَ" رواه البخاريّ.
وقبل الدخول يحصل أمر كما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :"سأل موسى ربّه ما أدنى أهلِ الجنّة منزلة؟ قال: هو رجل يجيء بعدما أُدخِل أهل الجنّة الجنةَ فيقال له: ادخل الجنة فيقول: أيْ رب كيف وقد نزل الناس منازلَهم وأخذوا أخذاتهم؟ فيقال له: أترضى أن يكونَ لكَ مثلُ مُلك مَلِكٍ من ملوك الدنيا؟ فيقول: رضيتُ ربّ، فيقول: لك ذلك ومثلُه ومثلُه ومثلُه ومثلُه، فقال في الخامسة، رضيتُ ربّ، فيقول: هذا لك وعشرةُ أمثالِه ولك ما اشتهت نفسُك ولذَّت عينك، فيقول: رضيتُ ربّ، قال (أي موسى): رب فأعلاهم منزلة؟ قال: أولئك الذينَ أردتُ، غرسْتُ كرامتَهم بيدي، وختمتُ عليها، فلم ترَ عين ولم تسمع أذنٌ ولم يَخطر على قلبِ بشرٍ" رواه مسلم.
فانظروا ما سيلقاه أدنى أهل الجنّة من النعيم وهو مع كونه لأدناهم، فإنه يحوي ما يحويه من فضل الله ونعمه وإكرامِه فكيفَ بالأولينَ ومَن يتبعهم؟ ويبيّن لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضًا ما يحصُل عليه أدنى أهل الجنة: "إنّ أدنى أهل الجنة منزلةً الذي له ثمانون ألفَ خادمٍ واثنتانِ وسبعون زوجةً، وتُنصب له قبة من لؤلؤ وزبرجد وياقوت كما بينَ الجابيةِ إلى صنعاء". رواه الترمذي وقال: هذا حديث غريب.
وورد أن أهلَ الجنّة عليهم تيجانٌ وأنّ أدنى لؤلؤة منها تضي ما بين المشرق والمغرب.
ويقول ربنا سبحانه وتعالى في الحث على عمل الخير والتزود من هذه الدنيا لدخول الجنّة في الآخرة:{إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (31) نُزُلاً مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ (32)﴾ (سورة فصلت.(
وفي الختام نسأل الله تعالى أن يدخلنا الجنّة مع الأولين، والحمد لله رب العالمين.
انتهى كتاب الجنة ونعيمها