كتب ومتون كتاب الجنّة ونعيمها
طعام وشراب أهل الجنة

طعام وشراب أهل الجنة

كتاب الجنّة ونعيمها

الجنّة ونعيمها رغَّب الله سبحانه وتعالى عبادَه المؤمنين بالسعي والعمل لدخول الجنة، وبيَّن لهم بعضَ ما سيلاقونه فيها وأخفى ذِكر البعض ترغيبًا لهم وتشجيعًا. ومن النعم التي بيّنها لنا ربنا في القرءان الكريم طعامُ أهل الجنة وشرابهم.
يقول ربنا: ﴿أُوْلَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَّعْلُومٌ (41) فَوَاكِهُ وَهُم مُّكْرَمُونَ (42) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (43) عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ (44) يُطَافُ عَلَيْهِم بِكَأْسٍ مِن مَّعِينٍ (45) بَيْضَاء لَذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ (46) لا فِيهَا غَوْلٌ وَلا هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ (47)﴾ (سورة الصافات) أي لأهل الجنة ما يشتهون من الرزق الكريم، ولهم من جميع الثمار لذيذها وطيبها، وهم مكرمون بما أعطاهم الله، ولهم كأس من خمر طاهر لذيذ ليس كخمر الدنيا، بل هو أشد بياضًا من اللبن، لا يُذهب العقلَ ولا يُسكر ولا يَنفذ، بل هو دائم لا ينقطع.
وقد جاء في سورة الطور بعضُ ما لأهل الجنة من النعيم قال تعالى: ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ (17) فَاكِهِينَ بِمَا ءاتَاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (18) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (19)﴾ )سورة الطور) أي أنَّ المتقين في الجنة متنعمون فرحون بما ءاتاهم ربهم، فمن ذلك الطعام الهنيء والشراب اللذيذ، فهم يأكلون ءامنين من حدوث المرض، إذ لا مرضَ في الجنّة ولا وجع.
ويكثر في القرءان تَعدادُ ما يلاقيه أهلُ الجنة من لذيذ الطعام والشراب، يقول ربنا: ﴿فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (22) قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ (23) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأَيَّامِ الْخَالِيَةِ (24)﴾ (سورة الحاقة) ولا يقتصر طعامُهم على الثمار بل يتعداه إلى الطير وغيره؛ فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّه قال :"إنَّك لتنظر إلى الطير في الجنّة فتشتهيه فيخِرُّ بيْنَ يديكَ مشويًّا".
وأما الشراب اللذيذ فيخبرنا عنه ربنا تبارك وتعالى حيث يقول: ﴿وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلاً (14) وَيُطَافُ عَلَيْهِم بِآنِيَةٍ مِّن فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا (15) قَوَارِيرَ مِن فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا (16) وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنجَبِيلاً (17) عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلاً (18)﴾ (سورة الإنسان) أي لهم أكواب تجمع بين صفاء القوارير وبياض الفضة فتبدو للناظرين زاهية المنظر، ولهم عين تسمى سلسبيلا لسلاسة مائها وعذوبته، وكل هذا الطعام والشراب لا يبقى في بطون أهل الجنة بل كما قال عليه الصلاة والسلام : "حاجتهم عرق يفيض من جلودهم مثل المسك فإذا البطن قد ضمر" فلا يتغوطون ولا يبولون، إذ لا قذر في الجنة، بل طعامهم وشرابهم في بطونهم يتحول إلى عَرَق يرشَح من جلودهم له رائحة المسك لا تؤذي ولا تزعج، بل هي رائحة جميلة.