كتب ومتون كتاب الجنّة ونعيمها
الحور العين ونساء أهل الجنة

الحور العين ونساء أهل الجنة

كتاب الجنّة ونعيمها

الجنّة ونعيمها قال الله تعالى: ﴿وَحُورٌ عِينٌ (22) كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ (23)﴾ (سورة الواقعة).
وعد الله عز وجل عباده المتقين أن يدخلهم جنات النعيم، ويكون المؤمن من زوجاته المسلمات اللاتي كن على عصمته. وقد يتساءل البعض: كيف يكون حالُ من كان عزبًا في الدنيا؟ فنقول له: يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر والتي تليها على أضوإ كوكب دريّ في السماء، لكل امرىء منهم زوجتان اثنتان يرى مُخّ (المخ هو ما في داخل العظم) سوقهما (أي ساقهما) من وراء اللحم وما في الجنة أعزب" رواه مسلم.
فالرجال في الجنة لهم أزواج من نساء الجنة اللواتي كن في الدنيا ولم يتزوجن فلا يكون هناك أعزب.
وهؤلاء النساء يظهرن كأشباه البدور يسطعن نورًا.
وعن أفضل نساء الجنة ورد عن ابن عباس أنه قال: خط رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع خطوط ثم قال: "أتدرون ما هذا؟" قالوا: الله ورسوله أعلم.
قال: "إن أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد ومريم بنت عمران وءاسية بنت مزاحم امرأة فرعون" من غير ترتيبهم على الأفضلية.
وأما الحور العين فهن خيرات حسان أزواج قوم كرام. وورد في وصفهن ما جاء في قوله تعالى: ﴿كأنهنَّ الياقوتُ والمَرجان﴾ [سورة الرحمن] ولو نظرت إلى وجه الواحدة منهن وهي في خِدرها لوجدتها أصفى من المرءاة ثوبًا. وقيل إن سبب تسميتهن بذلك أن الواحدة منهن سوداء الحدقة، عظيمة العين، وهن كما قال عنهن ربنا سبحانه وتعالى: ﴿وعندَهُم قاصراتُ الطرفِ عينٌ (48) كأنهنَّ بيضٌ مكنونٌ (49)﴾ [سورة الصافات] أي أنهن قد قصَّرْن طرفهن على أزواجهن فلا ينظرن إلى غيرهم، وإن المرأة لتقولُ لزوجِها: الحمدُ لله الذي جعلني زوجك وجعلك زوجي.
وتكون الحور العين أترابًا، والأتراب اللواتي أعمارهن واحدة، وهن في غاية الحسن، يقول ربنا في تبيان أمرهن: ﴿إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاء (35) فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا (36)﴾ (سورة الواقعة). قيل إن الإنشاء عمّ النساء والحورَ العين، فالحور أُنشئن ابتداءً أي من غير ولادة والنساء المؤمنات أنشئن بالإعادة وتغيير الصفاتِ.
والنساء في الجنة أبكار أي لا يأتي الواحدةَ زوجُها إلا وجدها بكرًا.
ويقول ربنا كذلك في وصفهنّ: ﴿وكواعب أترابًا﴾ (سورة النبأ) قال الله تعالى: ﴿فيهن قاصرات الطرف لم يطمثهن إنسٌ قبلهم ولا جان﴾ (سورة الرحمن) فمن دخل الجنة فاز ومن فاز أفلح ووجد ما وعده الله تعالى به.