كتب ومتون كتاب الجنّة ونعيمها
الولدان المخلدون

الولدان المخلدون

كتاب الجنّة ونعيمها

الجنّة ونعيمها لقد سخّر الله تعالى لأهل الجنّة مَن يخدمهم ويأتيهم بما يرغبون، فجعل الولدانَ المخلدين خدامًا لهم، وهم أي الولدان المخلدون خلقٌ من خلق الله تعالى، ليسوا من البشر ولا منَ الملائكة ولا منَ الجن، خلقهم الله من غير أب ولا أم، وهم جميلو الهيئة. وقد ورد في وصفهم ما قال ربنا عز وجل: ﴿يَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَّكْنُونٌ (24)﴾ (سورة الطور) أي يطوف عليهم للخدمة غلمان كأنهم من الحسن والبياض لؤلؤ مكنون أي مَصون لم تمسّه الأيدي.
وقد سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل: يا نبيَّ الله هذا الخادم فكيف بالمخدوم؟ أي الخادم كأنه لؤلؤ مكنونٌ فكيفَ بأهلِ الجنة فقال :"إنَّ فضل المخدوم على الخادم كفضل القمرِ ليلة البدر على سائر الكواكب" رواه الطبرانيّ.
وهم كلهم على سنّ واحدة لا يهرمون ولا يموتون، يقول ربنا تعالى: {يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ (17)﴾ (سورة الواقعة).
والواحد من أهل الجنّة أقلّ ما يكون عنده من هؤلاء الولدان عشرة ءالاف، بإحدى يدي كل منهم صحيفة من ذهب وبالأخرى صحيفة من فضة.
يقول الله تعالى: ﴿يُطَافُ عَلَيْهِم بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ﴾ (سورة الزخرف) والأكواب مفردها كوب وهو إناء مستدير لا عُروة له أي ليس له ما يسميها الناس اليوم بالأذن، وإنما كانت بدونها ليشرب الشاربُ من أين ما شاء، لأن العروةَ ترُدُّ الشاربَ من بعض الجهات. وقيل إن كؤوسهم على قدر ما يريدون فلا تثقل في أكفّهم.
وقد وصفهم الله تعالى بقوله: ﴿وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَّنثُورًا (19)﴾ (سورة الإنسان)، أي إنهم في بياض اللؤلؤ وحُسنه، واللؤلؤ إذا نثر من الخيط على البساط كان أحسن منه منظرًا، وإنما شُبهوا باللؤلؤ المنثور لانتشارهم في الخدمة، وعليهم ثياب جميلة تسرّ الناظرين وتبهجهم وتزيد الولدان جمالاً فوق جمالهم وحسنهم.