في الحديث الشريف كتاب ذكر الموت
 باب في صلاة الحاجة

بابٌ في صَلاةِ الحاجَةِ

كتاب ذكر الموت

ذكر_الموت روَى الطبرانيُّ في مُعجمَيهِ الكبيرِ والصغيرِ والبَيهقيِّ في الدلائلِ عن عثمانَ بنِ حُنيفٍ: أنَّ رجلًا كانَ يختلِفُ إلى عثمانَ بنِ عفانَ رضِيَ اللهُ عنه في حاجةٍ له، فكانَ عثمانُ بنُ عفانَ لا يلتفِتُ إليه، ولا ينظُرُ في حاجتِهِ، فلَقِيَ عثمانَ بنَ حُنيفٍ فشكَى إليه ذلك، فقالَ له عثمانُ بنُ حُنيف: "إيتِ الميضَأةَ فتوَضَّأ ثم إيتِ المسجِدَ فصَلِّ فيه ركعَتينِ ثم قُلْ: اللهُمَّ إنِّي أسألُكَ وأتوجَّهُ إليكَ بنَبيِّكَ محمدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نَبيِّ الرحمَةِ يا محمدُ إنِّي أتوَجَّهُ بكَ إلى ربِّي لتُقضَى لي حاجَتَي (وتذكُرُ حاجتَكَ)، وَرُحْ إليَ حتى أروحَ معكَ". فانطلَقَ الرجلُ فصنَعَ ما قالَ له عثمانُ بنُ حُنيفٍ ثم أتَى بابَ عثمانَ بنِ عفانَ، فجاءَ البوابُ حتى أخَذَ بيدِهِ فأدخَلَهُ على عثمانَ بنِ عفانَ فأجلسَهُ معه على الطنفِسَةِ وقالَ له: ما حاجتُكَ؟ فذكَرَ حاجتَهُ فقَضاها له، ثم قالَ: ما ذكَرتُ حاجتَكَ حتى كانَت هذه الساعةُ، وقالَ عثمانُ بنُ عفانَ: ما كانَت لك من حاجَةٍ فائتِنا".

ثم إنَّ الرجلَ خرجَ من عندِهِ فلَقِيَ عثمانَ بنَ حنيفٍ فقالَ له: جَزاك اللهُ خيرًا، ما كانَ ينظُرُ في حاجَتِي ولا يلتَفِتُ إليَّ حتى كلَّمتَهُ فِيَّ. فقالَ عثمانُ بنُ حنيفٍ: "واللهِ ما كلَّمتُهُ ولكِن شهِدتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأتاهُ رجلٌ ضَريرٌ فشَكَى إليه ذهابَ بَصرِهِ فقالَ له النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ "أوَ تصبِرُ؟" فقالَ الرجلُ الضريرُ: يا رسولَ اللهِ إنهُ ليسَ لي قائدٌ وقد شَقَّ علَيَّ، فقالَ له النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ "إيتِ الميضأةَ فتوَضَّأ ثم صَلِّ ركعَتينِ ثم ادعُ بهذه الدعَواتِ"، قالَ عثمانُ بنُ حنيفٍ: "فواللهِ ما تفرَّقْنا ولا طالَ بِنا الحديثُ حتى دخلَ علَينا الرجلُ كأنهُ لم يكُنْ بهِ ضرٌ قطُّ". صححَهُ الحافظُ الطبرانيُّ وغيرُه.