في الفقه الإسلامي كتاب الحج والعمرة
فصلٌ في زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم

فصلٌ في زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم

كتاب الحج والعمرة

الحج والعمرة روى البزار والدارقطني بإسنادهما عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من زار قبري وجبت له شفاعتي".
تسن زيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم بإجماع أئمة الاجتهاد الأربعة وغيرهم لأهل المدينة ولأهل الآفاق القاصدين بسفرهم زيارة قبره الشريف وهي من القرب العظيمة.
ويستحب للزائر أن ينوي مع زيارته صلى الله عليه وسلم التقرب إلى الله تعالى بالمسافرة إلى مسجده صلى الله عليه وسلم والصلاة فيه، ويسأل الله تعالى أن ينفعه بزيارته وأن يتقبلها منه، ويستحضر في قلبه شرف المدينة وأنها أفضل البلاد بعد مكة، ويستحب أن يغتسل قبل دخوله ويلبس أنظف ثيابه. فإذا وصل مسجده صلى الله عليه وسلم يقول عند دخوله:
"بسم الله والحمد لله اللَّهمّ صل على محمد وعلى ءاله وسلم اللَّهمّ اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك".
ويقدم رجله اليمنى في الدخول واليسرى في الخروج قاصدًا الروضة الكريمة، فيصلي تحية المسجد بجنب المنبر، ثم يأتي القبر الكريم فيستدبر القبلة ويستقبل جدار القبر متنحيًا نحو أربعة أذرع، ويقف غاض الطرف فارغ القلب من علائق الدنيا، ممتلىء القلب بالإجلال لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول بصوت متوسط: "السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا نبي الله السلام عليك يا خيرة الله، السلام عليك يا حبيب الله، السلام عليك يا صفوة الله، السلام عليك يا سيد المرسلين وخاتم النبيين، السلام عليك يا خير الخلق أجمعين، السلام عليك يا قائد الغر المحجلين، السلام عليك وعلى ءالك وأهل بيتك وأزواجك وأصحابك الطيبين الطاهرين، السلام عليك وعلى سائر الأنبياء والمرسلين، جزاك الله يا رسول الله عنا أفضل ما جزى نبيًا ورسولاً عن أمته، صلَّى الله عليك كلما ذكرك ذاكر وغفل عن ذكرك غافل أفضل وأكمل وأطيب ما صلَّى على أحد من الخلق أجمعين.
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنك عبده ورسوله وخيرتُه من خلقه وأشهد أنك قد بلغت الرسالة وأديت الأمانة ونصحت الأمة، وجاهدت في الله حق جهاده.
اللَّهمّ وءاته الوسيلة والفضيلة وابعثه مقامًا محمودًا الذي وعدته وءاته نهاية ما ينبغي أن يسأله السائلون، اللَّهم صلّ على محمّد عبدك ورسولك النبي الأمّي وعلى ءال محمد وأزواجه وذريته كما صليت على إبراهيم وعلى ءال إبراهيم وبارك على محمّد النبي الأمّي وعلى ءال محمد وأزواجه وذريته كما باركت على إبراهيم وعلى ءال إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد".
ومن عجز عن حفظ ذلك أو ضاق وقته اقتصر على بعضه وأقله: "السلام عليك يا رسول الله صلى الله عليه وسلم" ثم يتنحى إلى اليمين مقدار ذراع فيسلم على الصديق قائلاً: "السلام عليك يا أبا بكر صفي رسول الله وثانيه في الغار جزاك الله عن أمة نبيه صلى الله عليه وسلم خيرًا" ثم يتنحى إلى اليمين مقدار ذراع فيسلم على الفاروق قائلاً: "السلام عليك يا عمر أعزَّ الله بك الإسلام، جزاك الله عن أمة محمد صلى الله عليه وسلم خيرًا". ثم يعود إلى موقفه الأول فيتوسل بالمصطفى ويتشفع به إلى ربه ثم يستقبل ويدعو لنفسه ولمن شاء، وإن أوصاه أحد بالسلام فليقل السلام عليك يا رسول الله من فلان، أو ليقل فلان يسلم عليك يا رسول الله.
ملاحظة: ينبغي أن لا يُغتر بكثير من العوام في مخالفتهم ذلك فإن الاقتداء والعمل إنما يكون بأقوال العلماء ولا يلتفت إلى محدثات العوام وجهالاتهم، قال الفضيل بن عياض: "اتَّبِعْ طرقَ الهدى ولا يضرك قلةُ السالكينَ، وإياَك وطرقِ الضلالةِ ولا تَغْتَرَّ بكثرةِ الهالكين".