لقد كانتْ مُصِيبة أهل بيتِ النبي صلى الله عليه وسلم بموت الرسول الأعظم عليه الصلاة والسلام كبيرة جدًّا، أثّرت تأثيرًا بليغًا على نفوسهم وقلوبهم، وقد ورد أَنّ أَهْلَ بَيْتِهِ صلى الله عليه وسلم سَمِعُوا لمّا مات الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم وَكانَ مُسَجّى بَيْنَهُمْ قَائِلًا يَقُولُ: "السّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ يَا أَهْلَ الْبَيْتِ، إنّ فِي اللّهِ عِوَضًا مِنْ كُلّ تَالِفٍ وَخَلَفًا مِنْ كُلّ هَالِكٍ وَعَزَاءً مِنْ كُلّ مُصِيبَةٍ فَاصْبِرُوا وَاحْتَسِبُوا، إنّ اللّهَ مَعَ الصّابِرِينَ وَهُوَ حَسْبُنَا، وَنِعْمَ الْوَكِيلُ". فَكَانُوا يَرَوْنَ أَنّهُ الْخَضِرُ صلى اللّهُ عَلَى نَبِيّنَا وَعَلَيْهِ وعلى جميع إخوانه النبيّين والمرسلين.
وَورد في روايةٍ: وَجَاءَتِ التَّعزية يَسْمَعُونَ الصَّوتَ وَلا يَرَوْنَ الشَّخْصَ: السَّلَامُ عليكُمْ يا أهلَ البيتِ ورحمةُ الله وَبَرَكَاتُهُ ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ (185)﴾ [سورة ءال عمران]، إنَّ في الله عزاءً مِن كلِ مُصِيبةٍ وخَلَفًا مِنْ كُلِ هالكٍ وَدرَكًا مِن كُلِ فائتٍ، فبالله ثقوا وإيّاه فارجوا، إنّما المُصَابُ مَن حُرِمَ الثوابَ، والسلامُ عليكُم ورحمةُ الله وبركاتُهُ.