مناسبات إسلامية مجيب المحتاج في معرفة الإسراء والمعراج
 أخطاء شائعة

أخطاء شائعة
في قصة الإسراء و المعراج

مجيب المحتاج في معرفة الإسراء والمعراج

۱- ما يروى من أن الرّسول صلّى الله عليه و سلّم لما صعد إلى السماء قال السلام على الله فقال الله وعليك السّلام أيّها النبيّ و هذا كذب و الرّسول ما قاله و ما حصل فلا يجوز أن ينسب إلى رسول الله.
۲- ما يروى من أن جبريل ترك الرّسول في مكان ما في السماء فاستوحش النبي و صار ينادي جبريل فسمع صوت جبريل يقول هذا المكان يفارق فيه الخلّ خليله و إنك إذا تقدمت اخترقتَ و إذا تقدّمتُ أنا احترقت فهذا أيضاً من الكذب.
۳- ما يُروى من أن النبيّ في حادثة الإسراء و المعراج انتهى إلى مكان فيه الله و أنه لم يكن بينه و بين الله إلا كما بين الحاجب و الحاجب فهذا كذب و خروج من الدّين لأنّه وصف الله بالحيز و المسافة.
٤- ما يروى من أنّ النبيّ استوحش فسمع صوت أبي بكر فهذا لم يصحّ.
٥- ما يتوهّمه بعض الجهال أن الله عزّ و جلّ هو نور عظيم و أن النبيّ رءاه فهذا ليس صحيحاً أما معنى الحديث الذي رواه مسلم (نور أنّى أراه) فمعناه نور مخلوق منعني أي حالَ دون رؤيتي له ببصري.
٦- و مما لا أصل له حديث كذب نصّه أتاني جبرائيل بسفرجلة من الجنّة فأكلتها ليلة أسرىَ بي فعلقت خديجة بفاطمة فكنت إذا اشتقت إلى رائحة الجنة شممت رقبة فاطمة. فقد قال الذّهبي هو كذب جليّ من وضع مسلم بن عيسى الصفار لأن فاطمة ولدت قبل النبوّة فضلا عن الإسراء و المعراج كذا قال ابن حجر، نقله السّيوطيّ في مسند فاطمة الزّهراء رقم الحديث (١٠٩).
٧- و مما لا أصل له ما يروى عن السّيّدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت " ما فقدت جسد رسول الله صلّى الله عليه و سلّم و لكن أسرىَ بروحه". و هو حديث غير ثابت و هنّه القاضي عياض في الشفا سنداً و متناً و حكم عليه الحافظ ابن دحية بالوضع ( الكذب) و مما لا يخفى أن نسبة هذا الحديث للسيدة عائشة غير صحيح لأن رسول الله صلّى الله عليه و سلّم لم يدخل بها إلا بعد الهجرة و لأنه صلّى الله عليه و سلّم أُسرىَ به قبل أن يخطبها.
٨- و مما لا أصل له قول بعض الناس إن الرّسول صعد على صخرة عند المعراج فارتفعت في الهواء فقال لها كوني فكانت فتوقفت في الهواء. و هذا كلام لا أصل له البتّة و حتّى إن البعض يعتقد أن هذه الصّخرة ما زالت معلقة في الهواء و هذا مجرد وَهْم لا يستند إلى دليل.
٩- و لا أصل لما يقال عن المسجد الأقصى إنه أولى القبلتين الشّريفتين. و لا أصل لما قاله عمرو خالد في قناة اقرأ في حلقة عن القدس إن المسلمين ظلّوا يصلّون إلى بيت المقدس ثلاث عشرة سنة في مكة. قلنا إن المسلمين من سيدنا ءادم إلى سيّدنا محمّد مروراً بسائر الأنبياء و أممهم كانوا يتوجهون بصلاتهم إلى الكعبة ثم إن الله تعالى أمر المسلمين بعد أن هاجروا إلى المدينة المنوّرة بعد أن كانوا يتوجّهون إلى الكعبة أمرهم أن يتوجّهوا إلى بيت المقدس سبعة عشر شهراً ثم أمر الرّسول صلّى الله عليه و سلّم بعد ذلك بأن يتحوّل و يتوجّه إلى الكعبة. و ما زال الحكم سارياً إلى يوم القيامة. و إنّما كان تغير الاتجاه من الكعبة إلى بيت المقدس ثم إلى الكعبة ابتلاء للعباد أي امتحاناً لهم ليظهر انقياد الطائع منهم.
۱۰- ولا أصل لما قاله عمرو خالد عن سدرة المنتهى حيث قال " و سيدخل النبيّ صلّى الله عليه و سلّم إلى سدرة المنتهى و معه جبريل و فجأة توقف جبريل يقول النبيّ صلّى الله عليه و سلّم فالتفت جبريل فإذا هو كالحِلس البالي. من كتابه المسمّى " أخلاق المؤمن".
و يبدو أن عمرو خالد لا يعرف أن سدرة المنتهى شجرة، فقد قال القرطبيّ في تفسيره في تفسير الآية و السِدر شجر النّبق.