أما رُؤْيةُ النبي لرَبّه ليلة المعراج فقد رَوَى الطَّبرانيُّ في المُعْجَمِ الأَوْسطِ1 بإسْنادٍ قَويّ كما قالَ الحافظُ ابن حجر2 عن ابنِ عَبّاسٍ رضي الله عنْهما "رأَى محمَّدٌ ربَّهُ مَرّتينِ".
وروى ابنُ خُزَيْمةَ بإسْنادٍ قَوِيّ3: "رأَى محمَّدٌ4 رَبَّهُ".
وَالمرادُ أنَّه رءاهُ بقَلْبِهِ بدَليلِ حَديثِ مُسْلمٍ5 من طَريقِ أبي العاليةِ عن ابنِ عَبَّاسٍ في قولِهِ تعالى ﴿مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11) أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى (12) وَلَقَدْ رَءاهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13)﴾ [سورة النجم]، قال "رَأَى رَبَّهُ بفؤادِه مرَّتينِ".
تَنْبِيهٌ قالَ الغَزاليُّ في إحياءِ علومِ الدّينِ6 "الصَّحيحُ أنَّ النّبيَّ لم يرَ ربَّهُ لَيلَةَ المعْراجِ"، ومرادُه أنه لم يرَهُ بِعَيْنِه إذْ لم يَثبُتْ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ رأيْتُه بعَيْني ولا أنَّ أحدًا من الصَّحابةِ أو التّابعينَ أو أتْباعِهم قال: رءاهُ بعَيْنَي رأسِه.
------------------