جرَتْ عادَةُ العُلماءِ المؤلفينَ في العَقيدةِ منَ المتأخّرينَ1 على قَوْلِهم إِنّ الوَاجِبَ العَيْنِيَّ المَفْرُوْضَ علَى كُلّ مُكَلَّفٍ "أَي البَالغِ العَاقِلِ" أَنْ يَعْرِفَ مِن صِفاتِ الله ثلاثَ عَشْرةَ صِفَةً الوجودَ والقِدَمَ والمخالفةَ للحوادثِ والوَحدانيّةَ والقيامَ بنَفْسِه والبقاءَ والقُدْرةَ والإرادةَ والحياةَ والعِلْمَ والكَلامَ والسَّمْعَ والبَصرَ وأنَّه يَستحيلُ على الله ما ينافي هذِه الصّفاتِ.
وَلَمَّا كَانَت هَذِهِ الصّفَاتُ ذُكِرَتْ كَثيرًا في النُّصُوص الشَّرْعيَّة قَالَ العلماءُ2: يَجبُ مَعْرِفَتُها وُجُوبًا عَيْنِيًّا أي على كلّ مكلّفٍ بعَيْنه، وقال بعضُهم3 بِوجوبِ مَعْرِفَةِ عِشْرينَ صِفَةً، فَزَادُوا سَبْعَ صِفاتٍ مَعْنَويَّةً قالُوا وكَونُه تعالى قادِرًا ومُرِيدًا وحَيًّا وعَالِمًا ومُتَكلّمًا وسَمِيعًا وبَصِيرًا، والطَّرِيقَةُ الأُولَى هِيَ الرَّاجِحَةُ.
------------------