اغتَنِمُوا بَرَكَةَ المولدِ

الحمدُ للهِ الذي ارتضى لعبادِه دينَ الإسلامِ وأكرمَ المؤمنينَ بخيرِ الأنامِ سيدِنا محمَّدٍ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ، وبعدُ فَإِنَّ منَ السُّنَّةِ الحسنةِ التي رَغَّبَ فيها رَسُولُ اللهِ مِنْ قَوْلِهِ: "مَنْ سَنَّ في الإسلامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا بَعْدَهُ لا يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهِم شَىءٌ" الملِكُ المظَفَّرُ عَمِلَ المولدَ لم يَسبقهُ بذلكَ أحدٌ قَبْلَهُ، وَكَانَ هَذَا الملِكُ مَلِكًا عَادِلا تَقِيًّا حسنَ السِّيرةِ، وَوَافَقَهُ العلماءُ على عَمَلِهِ هَذَا، وَصَارَ المسلمُونَ الأمراءُ والملوكُ والعامةُ يهتَمُونَ بذلكَ اهتمامًا شديدًا، ولا سيما أهلُ مكةَ وأهلُ المدينةِ وأهلُ مِصرَ، ومَا طَعَنَ فيهِ أحدٌ مِنْ أهلِ الاعتبارِ بالعلمِ والتَّقوى وقَد أقَرَّهُ حُفَّاظُ الحديثِ مِنْهُم الحافظُ ابنُ الدِّحيَةِ، قَد ألَّفَ رسالةً في عَمَلِ المولدِ سمَّاهُ التنوير في مولدِ البشيرِ النذيرِ فَيَا أيُّهَا المسلمونَ اغتَنِمُوا بَرَكَةَ هَذَا المولدِ، واهتمُّوا بِهِ فَإِنَّهُ خيرٌ عظيمٌ.