الصَّبرُ على المصيبةِ

إنَّ مِن جُملةِ الصَّبرِ الصَّبرَ على المصيبةِ الذي فيهِ كفّارةُ خطايَا ورفعُ درجاتٍ، كالصَّبرِ على الفقرِ. فالذي لا يَمُدُّ يدَهُ إلى الحرامِ من أجلِ الفقرِ بل يَصبِرُ فلَهُ أجرٌ عظيمٌ، والذي كانَ في سعةٍ وغنًى ثُمَّ افتَقَرَ إنْ صَبَرَ ولَمْ يَمُدَّ يدَهُ لِجلبِ المالِ مِن حرامٍ لهُ أجرٌ كبيرٌ، يَمحُو اللَّهُ عنهُ الخطايا ويرفعُهُ درجاتٍ. لكنَّ بعضَ الناسِ إنْ أَصابَهُم الفقرُ يَمُدُّونَ أيديَهُم إلى الحرامِ هؤلاءِ هلكُوا، الصَّبرُ أمرٌ عظيمٌ وفيهِ خيرٌ كثيرٌ، الصَّبرُ على المعاصِي هذا شديدٌ، والصَّبرُ على مشقّاتِ العباداتِ ومشقّاتِ الفقرِ وعلى أذَى الناسِ هذا أيضًا فيهِ فائدةٌ للمسلمِ.
ففي صحيحِ البخاريِّ أنَّ الرسولَ عليهِ السلامُ قالَ: "وما أُعطِيَ أحدٌ عطاءً خيراً وأوسع من الصبرِ" معناهُ الصبرُ عطاءٌ عظيمٌ عندَ اللهِ تباركَ وتعالَى لأنَّ الصبرَ بابُهُ واسعٌ.