المرءُ على دينِ خليلِهِ

الحمدُ للَّهِ رَبِّ العالَمِينَ وصلَّى اللَّهُ وسَلَّم على سيدِ المرسلينَ وإمامِ المتقينَ نبيِّنَا مُحَمَّدٍ وعلى جَميعِ إخوانِهِ من النبيينَ والمرسلينَ وعلى ءَالِهِ وأَصحَابِهِ الطيبينَ الطَاهرينَ.
قالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم: "المرءُ على دينِ خليلِهِ فليَنظُرْ أحدُكُم من يُخَالِلُ" معناهُ انتقوا واختارُوا مَن تتّخذونَهُ خليلاً أي صَديقًا، مَن كانَ ينفعُكُم لدينِكُم فعليكُم بِمصادقتِهِ ومَن لا ينفعُكُم في دينِكُم بلْ يضرُّكُم فابتعدُوا عنهُ، أي لا تصادقُوهُ. الإنسانُ يَهلِكُ من طريقِ الأصدقاءِ الأشرارِ. الشخصُ قد يكونُ قريبًا من الاستقامةِ فإذا بهِ صَاحَبَ إنسانًا مِن شياطينِ الإنسِ انقلبَ على عَقبِهِ يتركُ الطاعاتِ وينغمسُ في الفجورِ.
كثيرٌ من الناسِ يتركونَ الصلاةَ من أجلِ أصدقائِهم الفجارِ، كذلكَ كثيرٌ من الناسِ إنما يشربونَ الخمرةَ بسببِ أصدقائِهم. معنى الحديث أن الصحبة تؤثر، فمن صاحب إنسانًا ديِّنًا تقيًا صالحًا نفع صاحبه نفع صديقه يقرِّبه من الله تعالى لأنه يرشدُه إلى ما فيه مصالِحَ ءاخرته ويأمره بالمعروف يقول له هذا فرض فعليك أن تؤديه، يقول له هذا فرض من الفرائض وينهاه عن المنكر يقول له هذا حرام فاجتنبه، ويقوِّمه ويُخرجه من الاعوجاج الذي كان فيه إلى الاستقامة.