القناعة بالقليل من الرزق الحلال

بسم الله الرحمن الرحيم

قال الإمام الشيخ عبد الله الهرري رحمه الله وغفر له ولوالديه:
مما ينفع الناس في الدنيا والآخرة القناعة بالقليل من الرزق الحلال فإن الذي يتعلق قلبه بتكثير المال ولا يرضى بالقليل ينجر إلى المهالك مهالك الدنيا ومهالك الآخرة لذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: *ما قلَّ وكفى خيرٌ مما كثر وألهى* معناه الرزق القليل الذي يكفي قدر الحاجة يسد حاجات الشخص والفقر ويعمل به مبرات كبناء مسجد أو مدرسة أو تكية للفقراء من اشتغل بهذا فليس عليه حرج عند الله تبارك وتعالى إنما الأمر المذموم هو جمع المال للفخر حتى يقال انظروا إلى فلان صار من الأغنياء أو ليقال ما أغناه الفخر عند الله حرام الفخر حتى باللباس إذا الإنسان لبس ثوبا فاخرًا جميلاً للفخر ليعجب به الناس ويقولوا انظروا إلى فلان ما أحسن ثيابه هذا عند الله تبارك وتعالى هلك يستحق عذاب الله، الله تعالى يجب لعباده ان يكونوا متواضعين لا يحب أهل الفخر والعجب والكبرياء. ثم أهم ما يكتسبه الإنسان في هذه الحياة الدنيا أن يكون على عقيدة أهل السنة ويثبت عليها يتجنب الكفر القولي والكفر الفعلي والكفر الاعتقادي ويثبت على مذهب أهل السنة، أهل السنة الذين اتبعوا الصحابة الصحابة ما كان بينهم خلاف في العقيدة كانوا كلهم على عقيدة واحدة أن الله موجود بلا مكان لا يشبه شيئًا كان قبل المكان ثم خلق المكان فهو كما كان لم يتخذ مكانا خلق العرش اظهارًا لقدرته لا ليتخذه مكانا وأنه تبارك وتعالى منزه عن الأعضاء والحدّ، الله تبارك لا يجوز عليه أن يكون له حد ومساحة، لا مساحة واسعة كالعرش أو أوسع منه ولا مساحة صغيرة المساحة شأن المخلوق صفة المخلوق الإنسان له مساحة أربعة أذرع طولاً وذراع عرضًا وهذه الأرض التي تحملنا لها مساحة يعلمها الله تعالى لها حد يعلمه الله والعرش الكريم له حد يعلمه الله لا نعلمه أما الله تبارك وتعالى لا يجوز عليه الحد والمساحة كلُّ شىء له حدٌّ ومساحة مخلوق، هذه الشمس لها حد لها مساحة وشكل وهي مخلوقة لا يجوز أن تعبد كلُّ شىء له حد فهو مخلوق وأما الله تعالى منزه عن الحد والمساحة والأعضاء .
قال سيدنا زين العابدين رضي الله عنه *لا يَمَسُّ ولا يُمَسُّ لا يُجَسُّ ولا يُحَسُّ* ، معناه لا يجوز على الله تعالى أن يكون شيئًا يُلمس ولا يجوز أن يَلْمَسَ هو شيئًا من خلقه هذه عقيدة أهل السنة كذلك أهلُ السنة يعتقدون أن الله خالق كُلِّ شىء الخيرات والحسنات والمعاصي والسيئات هو يخلقها كذلك أهل السنة يعتقدون أن الله تبارك وتعالى يراه المؤمنون بعد أن يدخلوا الجنة يرونه ويكونون في الجنة أما هو ليس في مكان كما هو اليوم ليس في مكان في الآخرة أيضًا لما يكون المؤمنون في الجنة يرونه من غير أن يكون له مكان من غير جهة ولا مكان لا يُرى كما يُرى المخلوق، المخلوق إما أن تراه أمامك منتصبًا أمامك أو فوقك أو على يمينك أو على يسارك أو في خلفك أو تحتك المخلوق هكذا يُرى المؤمنون لما يرون الله لا يرونه كما يُرى المخلوق لأنه ليس له شبيه هذه أيضًا من عقائد أهل السنة الذين اتبعوا الصحابة وكذلك من عقائد أهل السنة ان أفضل هذه الأمة بعد الرسول أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي هذه عقيدة الصحابة التي تناقلها المسلمون إلى عصرنا هذا، الجمهور على هذا وهذه هي عقيدة سيدنا علي أن يعتقد أن أبا بكر وعمر وعثمان اخذوا الخلافة بحق وأنهم أفضل وكذلك ذريته الحسن والحسين كذلك ذرية الحسين كذلك ذرية الحسن إلى يومنا هذا جمهورهم على هذا الاعتقاد أن أفضل هذه الأمة أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي وأن هؤلاء الثلاثة أبا بكر وعمر وعثمان ما ظلموا عليًّا ما أخذوا الخلافة قبله ظلمًا بل أخذوها بحقٍ هذه عقيدة سيدنا علي لو كان يعتبرهم أخذوا الخلافةَ قبله ظلمًا كان كرههم وأبغضهم لكن كان يحبهم محبة شديدة الدليل على ذلك أنه سمى ابنا له أبا بكر غير الحسن والحسين له أربعة وثلاثون ولدًا ما بين ذكور وإناث واحد سماه أبا بكر وءاخر سماه عمر وءاخر سماه عثمان وءاخر رابعًا سماه عثمان كان عنده عثمانان ثم سيدنا عمر من أجل التبرك بذرية الرسول خطب بنت علي صغيرة أم كلثوم وعمر في ذلك الوقت إلى نحو الستين من العمر إلى عمر الستين زوجها سيدنا علي له فولدت له ولدًا اسمه زيد. هكذا كانوا متحابين الأربعة كذلك زين العابدين كان له ولد سماه عمر الأشرف ثم أيضًا أهل السنة من عقائدهم عذاب القبر للكفار ولبعض المسلمين الذي لا يتحفظون من النميمة الذين يقعون في النميمة في الافساد بين اثنين بنقل كلام هذا إلى هذا وكلام هذا إلى هذا حتى تصير بينهما عداوة هؤلاء من المسلمين إذا ماتوا قبل التوبة يستحقون عذاب الله، كذلك الذي لا يتحفظ من البول هؤلاء شباب المدارس العصرية الله تعالى يهديهم هؤلاء مبتلون بهذه المعصية الكبيرة لا يستبرئون لا يستنجون ثم عذاب القبر بالنسبة للمسلم الذي مات قبل التوبة ينقطع أما الكافر عذابه لا ينقطع كلَّ يوم قبل الظهر أول النهار مرة وءاخر النهار مرة ملائكة العذاب يأخذون روحه يُرونه مقعده في جهنم يوم القيامة تقعد هنا أنت يكفيه هذا لو لم يكن غيره يكفيه ثم يوجد له غير هذا من عذاب القبر يسلط عليه ثعابين توجد ثعابين خلقها الله للقبور لا تظهر على وجه الأرض أشد من الثعابين التي على وجه الأرض أما المؤمن التقي فهو كأنه في روضة من روضات الجنات لكن الله تبارك وتعالى يحجب هذا عن أبصار الناس الآن لو فتحنا قبر ولي كبير من الأولياء نجد البقعة على حسب مرأى أعيننا بحسب رأي العين بقعة صغيرة كحالها يوم حفرت للدفن لكنها في الحقيقة هي واسعة ومنورة الله تعالى يحجب أشياء حقيقية واقعة عن أبصار الناس إلا من شاء له هذه ليلةُ القدر جماعة يكونون في البيت نائمين الضوء يُطفأ وواحد من بينهم الله تعالى يريه ليلة القدر امتلأ البيت ضوءًا والخارج أيضًا امتلأ ضوءًا أما الذين معه لا يرون وهكذا حال القبر فيه حقائق لا يراها أكثر الناس. هذه عقيدة أهل السنة .اهـ