رحيل العلامة الهرري رحمه الله تعالى
نص الوصية الشريفة
التي أوصى بها
مجددُ العصر حبيبنا ومولانا الشيخُ
عبدُ الله الهرريُّ
قبل وفاته
رحماتُ الله ورضوانه عليه

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
هذا ما يوصي به نفسَه وأهلَه وأحبابَه وطلابَه عبدُ الله بنُ محمدٍ بنِ يوسفَ الهرري شهادةَ أنْ لا إله الا الله وأنَّ محمدًا رسولُ الله، كما أني أوصي بعلمِ الدين فهو دليلٌ على السعادةِ الأبديةِ التي لا نهايةَ لها، ودليلُ الفلاحِ في الدنيا والآخرة. وأوصي بالتمسكِ والعملِ بكتابِ اللهِ تعالى وسنةِ نبيِّه صلى اللهُ عليه وسلم، والتزامِ مذهبِ أهلِ السنةِ والجماعةِ، والعملِ على نشرِه وتعليمِه للناس، وبالأمرِ بالمعروفِ والنهيِ عن المنكر. كما أوصي بالتحابِّ في اللهِ والتناصحِ في اللهِ، وكونوا عونًا لبعضكم ولا تكونوا متفرقين متشاحنين متباغضين، واعملوا بحديثِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمنُ أحدُكم حتى يحبَّ لأخيه ما يحبُّ لنفسه من الخيرِ". وإيَّاكم والتنافر وإيثار المال على الآخرةِ فإن أعداءَ الدين يتربَّصون ويجتهدون في محاولةِ هدمه فكونوا كما قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "المؤمنُ للمؤمنِ كالبنيانِ يشدُّ بعضُه بعضا". كما أوصي بمعاونة إخوانكم في الجمعية فكونوا عونا لهم ولا تكونوا عونا عليهم، واجتمعوا ولا تفرقوا فتذهب ريحكم. وكل من يضعف أمر هذه الجمعية أو ينفر الناس عنها فانبذوه واعلموا أنه يحارب الدين. أسأل الله تعالى لي ولكم حسن العمل والختام، والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وأصحابه الغر الميامين.


كلمة
رئيس جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية
سماحة الشيخ حسام قراقيرة
في نعي العلامة المحدث
الشيخ عبد الله الهرري
رحمه الله
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى ءاله وأصحابه الطيبين الطاهرين. أيّها الإخوة والأخوات، قال الله تعالى في كتابه العزيز: ﴿مِنَ المُؤمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَليهِ فَمِنهمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً﴾.
إنني باسمي واسم إخواني في جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية وعمومِ طلاب ومريدي العلامة الشيخ عبد الله الهرري في لبنان والبلاد العربية وإفريقيا وأوروبا وءاسيا وأستراليا والأمريكيتين أَنعي إلى الشعب اللبناني والمسلمين في لبنان وعمومِ الأمة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها، الوليَّ الصالح والمربيَ الفاضل رجلَ العلم والتقوى والورعِ والزهد والتواضع العلامةَ الفقيه المحدث الشيخَ عبد الله الهرري المعروفَ بالحبشي، الذي توفي رحمهُ الله فجرَ اليوم الثلاثاء الثاني من رمضان عام 1429 هجرية الموافق للثاني من أيلول عام 2008 ميلادية.
إن رحيل الولي الصالح العلامة الشيخ عبد الله الهرري خسارة للأمة الإسلامية جمعاء، وخسارة للعلم وللعلماء، وخسارة للجمعيات والهيئات والمؤسسات الإسلامية التي تعرفُ فضل العلم والعلماء، والحاجةَ إلى أمثال هذا العالم الكبير خاصةً في هذا الزمن العصيب.
رحمكَ الله يا سيدي وحبيبي مَن قضيتَ عمركَ متعلمًا ومعلمًا ناشرًا للتوحيد الحقّ، وعلم العقيدةِ الصحيحة من غير ضجر ولا ملل، من نصحتَنا أن نكون دائمًا متمسّكين بالعروة الوثقى، داعين إلى الله بالحكمة والموعظة الحسَنة ثابتين على الحقّ مدافعين عنه، مهما علت أمواج الصعاب واشتدت الفتن.
رحمكَ الله أيها الولي الصالح والمرشدُ الفاضل من أرشدْتنا إلى سَواء السبيل ودعوتَنا إلى سبيل الحق والعدل والاعتدال.
رحمك الله يا مربيَ الأجيال، يا من علّمتنا كيف نكون في خدمة أوطاننا، وكيف نعمل في تحقيق مصالحها، وكيف نبني مؤسسات العلم والثقافة والمشاريع الخيرية.
لقد كنت بحقّ يا سيدي مجدد العصر، شافعيَّه وأشعريَّه ورفاعيَّه، نقول هذا بلسان المريدين الذين تربوْا على يديكم وبلسان المنصفين الذين اختبروا معادن الرجال، فوجدوا فيكم علمَ العلماء وتواضعَ الصالحين ورسوخَ الجبال وتقوى الأولين وزهدَهم.
رحمك الله يا إمامنا ويا شيخنا ويا مرشدنا.
رحمك اللهُ وأسكنك فسيحَ جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
وأنتم يا إخواني ويا أحبابي طلاب ومريدي العلامة المحدث الشيخ عبد الله الهرري في لبنان وجميعِ أرجاء المعمورة أسال الله أن يلهمكم الصبر والسلوان وأن يسددَ خطاكم ويوفقكم إلى الخير، وييسّر لكم سبلَ الاستفادة والانتفاع مما تركه لنا العلامةُ الشيخ عبد الله الهرري رحمه الله من مؤلفات ونصائح وإرشادات هي زاد علمي وذخائر نافعة يجدر بنا التمسك بها والعمل بمقتضاها والالتزامُ بنهج جميعة المشاريع الخيرية الإسلامية التي كان يمِدها شيخُنا بأمداد نظراته ونصائحه والتي قال عنها: إن توجيهاتِ الجمعية توجيهاتي.
أسال الله أن يتغمد فقدينا الكبير ومرشدنا الصالح الشيخ عبد الله الهرري بواسع رحمته ويرفعَ من مقامه، ويسكنه فسيح جِنانه وإنا لله وإنا اليه راجعون.
مقالات في فضائله
-
ورحل العَلَمُ الشَّامخُ والسِّراجُ المنير
بقلم رئيس جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية
سماحة الشيخ حسام قراقيرة
الحمد لله الذي لا مانع لما أعطى، ولا معطي لما منع، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وءاله وصحبه الطيبين الطاهرين ما سجد ساجدٌ وما راكعٌ ركع... -
معلم الأجيال مربي الأجيال
من خطبة الجمعة التي أُلقيت في الخامس من رمضان 1429/ الخامس من أيلول 2008 عقب وفاة الشيخ رحمه الله
والصلاة والسلام على سيدنا محمد، طه الممجد، من جعل الله موته صلى الله عليه وسلم لنا عِبرة، وعلى ءاله وأصحابه وأزواجه وأتباعه إلى يوم الحشر والحسرة...
-
يا من تربّى في حضن المكرمات
يا مَنْ تربّى في حضن المكرمات وامتاز بفصاحة العرب، واشتغل بالفقه والأدب ودخل الفضائل من كل باب. أحبَّ النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم واقتفى ءاثاره، ولم يجحد حقّ الشيخين أبي بكر وعمر في الخلافة والنصرة،..
-
رحل الغالي وبقي النهج والمؤسسات
إن من النعم التي سخّرها الله لوطننا الغالي لبنان زهاء أكثر من نصف قرن نزيل بيروت العالم العلامة والحبر الفهامة، محدث الدنيا والزمان، حافظ السنة وقامع البدعة، صاحب منهج الاعتدال في لبنان الشيخ عبد الله بن محمد الهرري المعروف بالحبشي رضي الله تعالى عنه وأرضاه...
-
هذا هو حال العلماء العاملين
هكذا هي الدنيا يرِد إليها الناس مأمورين بعبادة الله وطاعته، ومنهم عباد الله الصالحون الذين يؤدون الواجبات ويجتنبون المحرمات ويعمرون الدنيا بالخير، وينشغلون فيها باكتساب الحسنات، معرضين عن شهواتها، مقبلين على ثواب الآخرة حتى إذا مضت الأيام وجاء الأجل تراهم قد فرحت نفوسهم واطمأنت وارتاحت ونعمت بوعد الله...
-
وداعاً
وداعاً، رحلْتَ رَحِيلَ الكِبارْ, وَخَلّفْتَ فينا حُساماً أسَدْ, يَرى الكُلُّ أني قويُّ القرارْ, ويأبى اعْترافاً بها ذُو حَسَدْ بِنُورِ هُداكَ عَمَرْنا الدِّيارْ بِصَوتِ الفَلاحِ مَلأْنا البَلَدْ وَلِيٌّ وذاكَ كَشَمْسِ النَّهَارْ وَمَا غِبْتَ لَوْ غَابَ عَنَّا الجَسَدْ فَكَيْفَ أُبَارِحُ ذاكَ المَزَارْ هُنَاكَ أُردِّدُ مَتنَ الزُّبَدْ وَأُقْسِمُ أَني جَعَلْتُ الشِّعَارْ وَرَاءَ المَشَاريعِ طُولَ الأَمَدْ...
-
وقفة تأمل في وصية مولانا الشيخ عبد الله الهرري رحمه الله
خيرُ الوصيةِ تقوى الله عزَّ وجلَّ، في السرِّ والعلنِ، فيما ظهرَ مِنْ أمرِنا وما بطن، فلي ولكُمُ الوصيةُ بأنْ نتقيَ اللهَ في أنفسنا وأهالينا وأزواجنا وأولادنا وجيراننا وأصحابنا وأحبابنا وأموالنا وأقوالنا وأفعالنا وأحوالنا، قبل أن لا يكونَ درهمٌ ولا دينار. يقول الله في محكم الكتاب الذي لا يأتيه الباطل مِن بين يديه ولا من خلفه...
-
نظرة
تِلْكَ وَاللهِ الرَّزِيَّهْ [1] فَقْدُ شَيْخِ الشَّافِعِيَّهْ شَيْخُنَا في العَصْرِ تَاجٌ في مَقَامَاتٍ عَلِيَّهْ شَيْخُنَا سَيْفٌ عَلَى مَنْ يَرْكَبُ الجَهْلَ مَطِيَّهْ شَيْخُنَا نُوْرُ اللَّيَالِيْ دُرَّةُ العِلْمِ المُضِيَّهْ عِلْمُهُ فِيْنَا سَيَبْقَى فَعُلُومُ الحَقِّ حَيَّهْ
-
على دربك في الممات كما في الحياة
سيدي، لم أكن أحسب نفسي يومًا أقف على مرمى حجر من جسدك الشريف أتلو كلمات صاغها يراع الحب والعشق والهيام. سيدي، لم أكن أنا المريد بدرجة مبتدئ، أنظر يومًا يخفِق فيه قلبي فيما قلبك المنير ساكن وجسدك تحت التراب.
-
ستبقى الدعوة مشرقة بأنوار الهدى
الحمد لله أمات وأحيا، أضحك وأبكى، إليه المآب والرجعى، له ما أخذ وله ما أعطى. والصلاة والسلام على سيدنا محمد، طه الممجد، من جعل الله موته صلى الله عليه وسلم لنا عِبرة، وأثابنا على حبه عند نزول كل عَبرة، وعلى ءاله وأصحابه وأزواجه وأتباعه، إلى يوم الحشر والحسرة.ْ