الحجُّ

بسم الله الرحمن الرحيم

أمَّا بعدُ فإنَّ حديثًا في صحيحِ مسلمٍ فيهِ فوائدُ جَمَّةٌ وأحكامُهُ كثيرةٌ وهوَ حديثٌ صحيحٌ مشهورٌ معروفٌ بينَ عُلماءِ الحديثِ:
إنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مكثَ تسعَ سنينَ لـم يحُجَّ ثمَّ أذَّنَ في الناسِ في العاشرةِ أنَّ رسولَ اللهِ حاجٌّ فقدِمَ المدينةَ بَشَرٌ كثيرٌ كلُّهُم يلْتَمِسُ أنْ يأتَمَّ برسولِ اللهِ ويعملَ مِثلَ عمَلِهِ فخرَجْنا معهُ حتى أتَينا ذا الحُلَيفةِ فولَدَتْ أسماءُ بنتُ عُمَيسٍ محمَّدَ بنَ أبي بكرٍ فأرسَلَتْ إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم كيفَ أصنعُ قالَ اغْتَسِلي واسْتَثْفِري بثوبٍ فأحْرِمي وصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجدِ ثمَّ ركِبَ القَصْواءَ 1 حتى إذا استَوَتْ بهِ ناقتُهُ على البيدَاءِ 2 نظرْتُ إلى مَدِّ بَصَري بينَ يدَيهِ مِنْ راكبٍ وماشٍ وعَنْ يمينِهِ مثلُ ذلكَ وعَنْ يسارِهِ مثلُ ذلكَ ومِنْ خَلْفِهِ مثلُ ذلكَ ورسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بينَ أظْهُرِنا عليهِ ينزِلُ القرءانُ وهوَ يعرفُ تأويلَهُ وما عَمِلَ بهِ في شىءٍ عَمِلنا بهِ فأهَلَّ بالتوحيدِ "لبَّيكَ اللهُمَّ لبيكَ لبيكَ لا شريكَ لكَ لبيكَ إنَّ الحَمدَ والنعمةَ لكَ والـمُلك لا شريكَ لكَ" وأهلَّ الناسُ بهذا الذي يُهِلُّونَ بهِ ولـم يَرُدَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم شيئًا منهُ ولَزِمَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَلْبِيَتَهُ.
---------------------