قالَ المؤلِّفُ رحِمَه اللهُ: والمِيثَاقُ الذي أَخَذَهُ اللهُ تعالى مِنْ ءادَمَ وَذُريَّتِه حَقٌّ.
الشرحُ أن الميثاقُ الذي أخذَه اللهُ على ءادمَ هو الميثاقُ الذي شَمَلَ الأنبياءَ قالَ تعالى:﴿وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا﴾ (7) [سورة الأحزاب].
أما الميثاقُ الذي أُخِذَ منْ ذريةِ ءادمَ فهوَ ما ذَكَرَهُ اللهُ تعالى بقولِه:﴿وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ القِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ﴾ (172) [سورة الأعراف]. وهذا الميثاقُ أيِ العهدُ هو اعترافُهم بعدَ أنِ استخرَجَهُم مِنْ ظهرِ ءادمَ بعدما نَزلَ إلى الأرضِ فصوَّرَهُم وخلقَ فيهمُ المعرفةَ والإدراكَ بأنَّه لا إلهَ لهمْ إلاَّ اللهُ فجميعُ ذُريَّةِ ءادمَ اعترفُوا ذلك اليوم.