قالَ المؤلِّفُ رحِمَه اللهُ: وَعُلَمَاءُ السَّلَفِ مِنَ السَّابِقِينَ وَمَنْ بَعدَهُمْ مِنَ التَّابِعِينَ أَهْلُ الخَيرِ والأَثَرِ وَأَهْلُ الفِقْهِ وَالنَّظَرِ لا يُذْكَرُونَ إلاَّ بِالجَمِيلِ وَمَنْ ذَكَرَهُمْ بِسُوءٍ فَهُوَ عَلَى غَيرِ السَّبِيلِ.
الشرح ذلكَ لأنَّ تعظيمَ هؤلاءِ وتَوقِيرَهُم مِنْ تعظيمِ دِينِ اللهِ وهُم خُلفاءُ الرَّسولِ في تَبليغِ الشَّريعةِ إلى الناسِ فَوَجَبَ تَوقِيرُهُم وتَعظِيمُهُم واتِّباعُهُم، ولأنَّ اللهَ نَدَبَنَا إلى الدُّعَاءِ والاستغفارِ لهم بقولِهِ: ﴿وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاً لِلَّذِينَ آَمَنُوا (10)﴾ [سورة الحشر] الآيةَ، فهذا هو سبيلُ المؤمنِينَ أنْ يُوَالِيَ بَعْضُهُم بَعْضًا لِحَقِّ الإيمانِ الذي جَمَعَهُم وقدْ قالَ اللهُ تعالى: ﴿وَالمُؤْمِنُونَ وَالمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ (71)﴾[سورة التوبة]، فَمَنْ ذَكَرَهُم بسوءٍ فقدْ عَدَلَ عنْ سبيلِ الموالاةِ الدِّينيةِ وذلكَ منْ علاماتِ النِّفاقِ والخِذلانِ وذلكَ لأنَّهُم بصلاحِهِم صاروا أحبابَ اللهِ.