سؤال جواب مقصد الطالبين في أجوبة متن الصراط المستقيم
 بابُ مَا جاءَ في بدْءِ الخَلْقِ

بابُ مَا جاءَ في بدْءِ الخَلْقِ
ويتضمَّن تسعة أسئلة

مقصد الطالبين


[42]- س: اذكر علماء من المذاهب الأربعةِ قسّموا الكفرَ إلى ثلاثةِ أقسام.س: اذكر ما جاءَ في الحديثِ عن بدْءِ الخلقِ؟
[43]- س: ما معنى "خلقَ كلّ شئ"؟
[44]- س: كيفَ تَردُّ على من يقول: الله خلق الخلقَ فمَنْ خلقَ الله؟
[45]- س: ما هي أقسامُ الموجود؟
[46]- س: ما هي أقسامُ الحكمِ العقلي؟
[47]- س: ما معنى قول أهل السنة والجماعة: "قِدَمُ الله ليس زمانيًا"؟
[48]- س: الله خالقُ كل شئ، فما هو العالمُ الكثيفُ وما هو العالمُ اللطيفُ؟
[49]- س: ما معنى اسم الله اللطيف؟
[50]- س: ما الدليلُ على أنَّ اللهَ لَا مثيلَ لهُ في خلقه؟




[42]- س: اذكر علماء من المذاهب الأربعةِ قسّموا الكفرَ إلى ثلاثةِ أقسام.س: اذكر ما جاءَ في الحديثِ عن بدْءِ الخلقِ؟
ج: قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم عندما سُئِلَ عن بدْءِ الأمرِ: "كانَ اللهُ ولم يكُنْ شئٌ غيرُهُ وكانَ عرشُهُ على الماءِ، وكتبَ في الذِّكرِ كُلَّ شئٍ، ثمَّ خلقَ السَّمَواتِ والأرضَ" رواهُ البخاري. أجابَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم على هذا السؤال بأنَّ اللهَ لا بِدايةَ لِوجودِهِ [أي أزليٌّ] ولا أزليّ سواهُ، وبعبارةٍ أخرى ففي الأزلِ لم يكُنْ إلّا الله تعالى، والله تعالى خالقُ كل شىءٍ أي مُخرجُهُ منَ العدمِ إلى الوجودِ.




[43]- س: ما معنى "خلقَ كلّ شئ"؟
ج: معنى خلقَ كلَّ شئٍ أنهُ أخرجَ جميعَ الموجوداتِ منَ العدمِ إلى الوجودِ، ولا يضافُ الخلق بهذا المعنى إلا الله. والله تعالى حيٌّ لا يموتُ، لأنهُ لا نهايةَ لوجودِهِ [أي أبدي]، فلا يطرأُ عليه العدمُ إذ لوْ وُجِدَ بعدَ عدمٍ لاستحالَ عليهِ القدمُ [أي الأزلية].




[44]- س: كيفَ تَردُّ على من يقول: الله خلق الخلقَ فمَنْ خلقَ الله؟
ج: حكمُ مَن يقولُ: "الله خلقَ الخلقَ فمن خلقَ الله" التكفيرُ قطعًا لأنهُ نسبَ إلى الله تعالى العدمَ قبلَ الوجودِ، ولا يُقالُ ذلكَ إلّا في الحوادثِ أي المخلوقاتِ، فالله تعالى واجبُ الوجودِ [أي لا يتصورُ في العقلِ عدمه]، فليسَ وجودُه كوجودنا الحادثِ لأنّ وجودنا بإيجادِهِ تعالى وكلُّ ما سِوى الله جائزُ الوجودِ [أي يُمكنُ عقلًا وجوده بعد عدمٍ وإعدامهُ بعدَ وجودهِ] بالنظرِ لذاتهِ في حُكمِ العقلِ.




[45]- س: ما هي أقسامُ الموجود؟
ج: أقسام الموجودِ ثلاثةٌ:
الأولُ: أزليٌّ أبديٌّ وهو اللهُ تعالى وصفاته فقط أي لا بدايةَ ولا نهايةَ لوجودِهِ.
وحكمُ من يقولُ إنَّ هناكَ شيئًا أزليًّا سِوى الله التكفيرُ قطعًا ولذلك كفرت الفلاسفةُ باعتقادهم السَّفيهِ أنّ العالمَ قديمٌ أزليٌّ لأنَّ الأزليةَ لا تصحُّ إلّا لله تعالى وصفاتهِ فقط.
والثاني: أبديٌّ لَا أزليٌّ أي أنَّ لهُ بدايةً ولا نهايةَ لهُ.
وهُو الجنَّةُ والنَّارُ فهما مَخلوقتانِ أي لهُما بدايةٌ إلّا أنهُ لا نهايةَ لهُما أي أبديتانِ فَلا يطرأ عليهما خرابٌ أو فناءٌ لمشيئةِ الله بقاءَهُما، أما مِن حيثُ ذاتهما فيجوزُ عليهما الفناءُ عقلًا.
والثالثُ: لَا أزليٌّ ولَا أبديٌّ أي أنَّ لهُ بدايةً ولهُ نهايةً وهوَ كلُّ ما في هذه الدنيا من السَّمواتِ السَّبعِ والأرضِ فلا بدَّ من فنائِهما وفناءِ ما فيهِما مِنْ إنسٍ وجِنٍّ وملائكة.




[46]- س: ما هي أقسامُ الحكمِ العقلي؟
ج: الحكمُ العقليُّ ينقسمُ إلى ثلاثةٍ: الوجوبُ والاستحالةُ والجوازُ، وقال العلماءُ: الواجبُ: ما لا يُتَصَوَّرُ عدمهُ وهو الله وصفاته.
والمستحيلُ: ما لَا يُتصورُ في العقلِ وجودُهُ كالشَّريك لله تعالى والعجز والجهل بالنسبة إلى الله، وقد يُعَبِّرُونَ عنهُ بالمُمْتَنِع.
والجائزُ: ما يُتصورُ في العقلِ وجودُهُ وعدمُهُ وهو هذا العالم ولذلكَ يَصفون الله بالواجبِ الوجود.




[47]- س: ما معنى قول أهل السنة والجماعة: "قِدَمُ الله ليس زمانيًا"؟
ج: معنى هذه العبارة أنَّ اللهَ لا يجرِي عليه زمان، أي لَا بدايةَ لوجودهِ لأنَّ الزمان حادث.




[48]- س: الله خالقُ كل شئ، فما هو العالمُ الكثيفُ وما هو العالمُ اللطيفُ؟
ج: الله تعالى كانَ قبلَ الزمانِ وقبلَ المكانِ، وقبلَ الظلماتِ وقبلَ النورِ، فهوَ تعالى ليسَ منْ قَبيلِ العالم الكثيفِ كالأرضِ، والحجر، والكواكبِ، والنباتِ والإنسانِ، وليسَ من قبيلِ العالمِ اللطيفِ كالنُّور، والرُّوح، والهواء، والجِنّ، والملائكةِ لمخالفتهِ للحوادثِ أي لمخالفتهِ جميعَ المخلوقاتِ.




[49]- س: ما معنى اسم الله اللطيف؟
ج: معنى اللطيف الذي هوَ اسمٌ لله: الرَّحيمُ بعبادِهِ أو الذي احتجبَ عن الأوهامِ فلا تُدرِكهُ.




[50]- س: ما الدليلُ على أنَّ اللهَ لَا مثيلَ لهُ في خلقه؟
ج: لا نظيرَ لهُ تعالى أي لا مثيلَ له ولا شبيه في ذاتِهِ ولا في صفاتِهِ ولا في فعلهِ، لأنهُ لو كانَ مُماثلًا لمخلوقاتهِ بوجهٍ منَ الوجوهِ كالحجمِ والحركةِ والسكونِ ونحو ذلك لم يكن خالِقًا لها.
فالله تعالى مُنَزّهٌ عن الاتصافِ بالحوادِثِ، وكذلكَ صفاتُ الله تعالى هي قديمةٌ أي أزليةٌ.
ولأهميةِ هذا البحثِ قالَ الإمام أبو حنيفة: "مَنْ قالَ بحدوثِ صفاتِ الله، أو شكَّ، أو توقفَ فهو كافِرٌ"، ذكرهُ في كتابِ الوصيةِ.
وقالَ الطحاويُّ: "ومَن وَصَفَ الله بمعنًى مِن معانِي البشَر فقد ْكفَر".
وصفات البشر كثيرة منها الجلوس والاتصال والانفصال والحركة والسكون والانفعال والتنقل من علو إلى سُفل والتحيز في المكان والجهة وغيرُ ذلك.