سؤال جواب مقصد الطالبين في أجوبة متن الصراط المستقيم
 بابُ العقيدة

بابُ العقيدة
ويتضمن خمسة عشر سؤالًا

مقصد الطالبين


[1]- س: اذكر ما يدُلُّ على محاسبةِ العبدِ نفسَهُ؟
[2]- س: اذكر أعظمَ حقوق الله على عبادِهِ؟
[3]- س: ما هو أقلُّ شئٍ تحصلُ به النجاةُ من الخلودِ الأبدي في النار؟
[4]- س: ما معنى شهادةِ أن لَا إلهَ إلّا الله وأنَّ محمَّدًا رسولُ الله؟
[5]- س: ما المراد بالشهادتين؟
[6]- س: ما الدليلُ على كفرِ من لم يؤمن بمحمَّد صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم؟
[7]- س: مَن كانَ كافرًا ماذا يلزمه ليُسلمَ ويُقبل عمله الصَّالح؟
[8]- س: ما الدليلُ على لزومِ قرنِ اعتقادِ أنّ محمَّدًا رسولُ الله بالإيمان باللهِ لصحته؟
[9]- س: ما الدليل على أنه لا دينَ صحيح إلّا الإسلام؟
[10]- س: من هو أولُ رسولٍ أرسل إلى الكفار يدعوهم إلى الإسلام؟
[11]- س: ما هو المبدإ الإسلامي الجامع لجميع أهل الإسلام؟
[12]- س: ما حكمُ مَن يدَّعي الإسلام لفظًا وهو مناقضٌ له معنًى؟
[13]- س: ما حكمُ من يجحدُ الشهادتين؟
[14]- س: مَن الَّذي لا يَخلدُ في نارِ جهنَّم؟
[15]- س: من الذي يدخل الجنَّة بلا عذاب؟




[1]- س: اذكر ما يدُلُّ على محاسبةِ العبدِ نفسَهُ؟
ج: قال الله تعالى: ﴿يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ﴾ [سورة الحشر/18]. وقال عليٌّ رضِيَ اللهُ عنهُ وكرَّمَ وجههُ: "اليومَ العملُ وغدًا الحِسابُ"، رواه البخاري في كتابِ الرّقاق.




[2]- س: اذكر أعظمَ حقوق الله على عبادِهِ؟
ج: اعلم أنَّ أعظمَ حقوق الله تعالى على عبادِه هوَ توحيدهُ تعالى وأن لَا يُشرَكَ به شئٌ لأنّ الإشراكَ بالله هوَ أكبرُ ذنبٍ يقترفهُ العبدُ وهوَ الذنبُ الذي لا يغفرهُ الله ويغفرُ ما دونَ ذلكَ لمن يشاءُ قال تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَآءُ﴾ [سورة النساء/48].
وكذلكَ جميعُ أنواعِ الكفرِ لا يغفرها الله لقوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ اللهِ ثُمَّ مَاتُواْ وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ﴾ [سورة محمَّد/34].




[3]- س: ما هو أقلُّ شئٍ تحصلُ به النجاةُ من الخلودِ الأبدي في النار؟
ج: قال رسول الله صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: "مَن شَهِدَ أن لَا إلهَ إلّا اللهُ وحدَهُ لَا شريكَ لهُ وأنّ محمَّدًا عبدُهُ ورسولهُ وأنَّ عيسَى عبدُ الله ورسولهُ وكلِمَتهُ ألقاها إلى مريمَ وروحٌ منهُ والجنَّةَ حقٌّ والنَّارَ حقٌّ أدخلهُ اللهُ الجنَّةَ على ما كانَ مِنَ العمَلِ"، رواه البخاري ومسلم، وفي حديث ءاخر: "فإنَّ اللهَ حرَّمَ على النَّارِ مَن قالَ لَا إلهَ إلّا الله يبتَغِي بذلِكَ وَجْهَ الله" رواه البخاري.
ويجبُ قرنُ الإيمانِ برسالةِ محمّد بشهادةِ أن لَا إلهَ إلّا الله وذلكَ أقلُّ شئٍ يحصلُ به النَّجاةُ من الخلودِ الأبديّ في النارِ.




[4]- س: ما معنى شهادةِ أن لَا إلهَ إلّا الله وأنَّ محمَّدًا رسولُ الله؟
ج: فمعنى شهادة أنْ لَا إلَهَ إلّا الله إجمالًا أي من غير تفصيل أعترفُ بلساني وأعتقدُ وأذعنُ بقلبي أنّ المعبودَ بحقٍّ هوَ الله تعالى فقط.
ومعنى شهادةِ أن محمَّدًا رسولُ الله أعترفُ بلساني وأذعنُ بقلبي أنّ سيدنا محمَّدًا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مرسَلٌ من عندَ الله إلى كافَّةِ العالمينَ من إنسٍ وجنّ، صادقٌ في كل ما يبلغه عن الله تعالى ليُؤمِنوا بشريعتهِ ويتّبعوه.




[5]- س: ما المراد بالشهادتين؟
ج: المرادُ بالشهادتين نفيُ الألوهيةِ عمَّا سِوى الله وإثباتُها لله تعالى فهوَ وحده يستحق العبادةَ معَ الإقرارِ برسالةِ سيِّدنا محمَّد صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم.




[6]- س: ما الدليلُ على كفرِ من لم يؤمن بمحمَّد صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم؟
ج: قال اللهُ تعالى: ﴿وَمَن لَّمْ يُؤْمِنْ بِاللهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّآ أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَعِيرًا﴾ [سورة الفتح/13].
فهذه الآيةُ صريحةٌ في تكفير من لم يؤمن بمحمّد صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم فمن نازع في هذا الموضوع يكونُ قد عاندَ القرءان ومن عاندَ القرءان كفرَ.
وأجمع الفقهاء الإسلاميون على تكفير من دانَ بغيرِ الإسلامِ، وعلى تكفيرِ من لم يكفّره أو شكّ أو توقف كأن يقول أنا لا أقولُ إنه كافر أو غير كافر.




[7]- س: مَن كانَ كافرًا ماذا يلزمه ليُسلمَ ويُقبل عمله الصَّالح؟
ج: واعلم باستيقان أنه لا يصحُّ الإيمانُ والإسلامُ ولا تُقبل الأعمالُ الصالحةُ بدونِ الشهادتين بلفظ أشهد أنْ لَا إلَهَ إلّا الله وأشهدُ أنَّ محمَّدًا رسولُ الله أو ما في معناهما ولو بغير اللغة العربية. ويكفي لصحةِ الإسلامِ النطقُ مرّةً في العُمُرِ ويبقى وجوبُها في كلّ صلاةٍ لصحةِ الصلاةِ، هذا فيمن كان على غير الإسلامِ ثمّ أرادَ الدخول في الإسلام. وأمّا من نشأ على الإسلامِ وكانَ يعتقدُ الشهادتين فلا يُشترط في حقه النطق بهما بل هو مسلمٌ لو لم ينطق.




[8]- س: ما الدليلُ على لزومِ قرنِ اعتقادِ أنّ محمَّدًا رسولُ الله بالإيمان باللهِ لصحته؟
ج: اعتقادُ أن لَا إلهَ إلّا الله فقط لا يكفي ما لَم يقرن باعتقادِ أنَّ محَّمدًا رسولُ الله والدليل على ذلك قوله تعالى: ﴿قُلْ أَطِيعُواْ اللهَ وَالرَّسُولَ فّإِن تَوَلَّواْ فّإِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الكَافِرِينَ﴾ [سورة ءال عمران/32] أي لا يُحبُّ الله من تولى عن الإيمان بالله والرسول لكفرهم والمرادُ بطاعةِ الله والرسولِ في هذه الآيةِ الإيمانُ بهما.
فهذا دليلٌ على أنّ من لم يؤمن بالله ورسولهِ محمَّد صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم الجميعَ فقد كذب القرءان فيقالُ لهُ الله خلقَ الجميعَ لكن لا يُحبُّ الكل.




[9]- س: ما الدليل على أنه لا دينَ صحيح إلّا الإسلام؟
ج: الدِّينُ الحقُّ عندَ الله الإسلامُ قال تعالى: ﴿وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الِإسْلَام ِدِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِى الآخِرَةِ مِنَ الخَاسِرِينَ﴾ [سورة ءال عمران/85]، وقال تعالى أيضًا: ﴿إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللهِ الإِسْلَامُ﴾ [سورة ءال عمران/19].
فكُلُّ الأنبياءِ مسلمونَ من كانَ متبعًا لموسى صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم فهو مسلمٌ موسويٌّ، ومن كان متبعًا لعيسى صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم فهوَ مسلمٌ عيسوي. ويصحُّ أن يُقال لمن اتبعَ محمَّدًا صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم مسلمٌ محمديّ.
والإسلامُ هو الدِّينُ الذي رضيَهُ الله لعبادهِ وأمرنا باتّباعه.
ولا يُسمَّى الله مسلمًا كما تلفظ به بعضُ الجهال.
فقديمًا كانَ البشرُ جميعهم على دين واحد هو الإسلامُ، وإنما حدث الشركُ والكفر بالله تعالى بعد النبيِّ إدريس.




[10]- س: من هو أولُ رسولٍ أرسل إلى الكفار يدعوهم إلى الإسلام؟
ج: نوحٌ أولُ نبيّ أرسلَ إلى الكفار يدعو إلى عبادةِ الله الواحدِ الذي لا شريكَ لهُ وقد حذر الله جميع الرسل من بعده مِنَ الشرك.
وتحذير الرسل من الشرك المقصود به تحذير أممهم لأنَّ الأنبياءَ عليهم السَّلام معصومون من الشرك.
وقد قام سيِّدنا محمَّد صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم بتجديد الدعوة إلى الإسلام بعد أنِ انقطع فيما بين الناس في الأرض مؤيّدًا بالمعجزات الدالةِ على نبوته.




[11]- س: ما هو المبدإ الإسلامي الجامع لجميع أهل الإسلام؟
ج: المبدأ الإسلامي الجامعُ لجميع أهل الإسلام من لَدُن ءادم إلى يوم القيامة عبادةُ الله وحده.




[12]- س: ما حكمُ مَن يدَّعي الإسلام لفظًا وهو مناقضٌ له معنًى؟
ج: هناك طوائف عديدة كذّبت الإسلام معنًى ولو انتموا للإسلام بقولهم الشهادتين أشهدُ أن لَا إلَهَ إلّا الله وأشهدُ أنَّ محمَّدًا رسولُ الله وصلّوا وصاموا لأنهم ناقضوا الشهادتين باعتقادِ ما ينافيهما فإنّهم خرجوا من التوحيد بعبادتهم لغير الله فهم كفّارٌ ليسوا مسلمين كالذين يعتقدون ألوهيّة علي بن أبي طالبٍ أو الخَضِر أو الحاكم بأمر الله وغيرهم أو بما في حكمٍ ذلك منَ القول والفعل.




[13]- س: ما حكمُ من يجحدُ الشهادتين؟
ج: حكمُ من يجحدُ الشهادتين التكفيرُ قطعًا بلا شك ومأواه جهنّم خالدًا فيها أبدًا لا ينقطعُ في الآخرة عنه العذابُ إلى ما لا نهايةَ له وما هو بخارج من النار قال الله تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ لَعَنَ الكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا (64) خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا﴾ [سورة الأحزاب/65].




[14]- س: مَن الَّذي لا يَخلدُ في نارِ جهنَّم؟
ج: مَن أدّى أعظمَ حقوقِ الله بتوحيده تعالى أي ترك الإشراكِ به شيئًا وتصديق رسوله صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم لا يخلدُ في نار جهنم خلودًا أبديًّا وإن دخلَها بمعاصيه ومآله في النهاية على أيّ حالٍ كان الخروج من النَّار ودخول الجنَّةِ بعد أن يكون قد نالَ العقابَ الذي يستحقُّ إن لم يَعفُ الله عنه، قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: "يخرُجُ مِنَ النَّارِ مَن قالَ لَا إلهَ إلّا اللهُ وفي قَلْبهِ وَزْنُ ذَرَّةٍ مِن إيمَانٍ" رواه البخاري.




[15]- س: من الذي يدخل الجنَّة بلا عذاب؟
ج: الذي قامَ بتوحيده تعالى واجتنبَ معاصيه وقامَ بأوامره يدخل الجنَّةَ بلا عذابٍ حيث النعيمُ المقيمُ الخالدُ بدلالةِ الحديث القدسي الذي رواه أبو هريرة قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: قالَ اللهً تعالى: "أعْدَدْتُ لِعِبَادِيَ الصَّالِحينَ مَا لَا عينٌ رَأَتْ وَلَا أذنٌ سَمِعَت وَلَا خَطَرَ على قَلْبِ بَشَر". وقال أبو هريرة: "إقْرَؤُا إِنْ شِئْتُم قوله تعالى: ﴿فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّآ أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرّةِ أَعْيُنٍ جَزَآءَ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ﴾ [سورة السَّجدة/17] رواه البخاري في الصحيح.