سؤال جواب مقصد الطالبين في أجوبة متن الصراط المستقيم
 خاتمةٌ في بيانِ مَنْ هو المسلمُ المؤمنُ

خاتمةٌ في بيانِ مَنْ هو المسلمُ المؤمنُ
ويتضمَّن ثلاثة أسئلة

مقصد الطالبين


[231]- س: من هو المسلمُ المؤمنُ؟
[232]- س: ما حكمُ المسلمِ العاصي؟
[233]- س: ما هي النصيحةُ التي ينبغي العملُ بها لتقليلِ الكلام؟




[231]- س: من هو المسلمُ المؤمنُ؟
ج: خُلاصةُ ما مضى منَ الأبحاثِ أنَّ مَن عرفَ الله ورسولَهُ ونطقَ بالشهادةِ ولو مرةً في العُمرِ ورضيَ بذلكَ اعتقادًا فهوَ مسلمٌ مُؤمِنٌ.
ومَن عرفَ ونطقَ ولم يعتقدْ فليسَ بمسلمٍ ولا بمؤمنٍ عندَ الله، وأمّا عندنا فهو مسلمٌ لخَفاءِ باطِنه علينا، وإن كانَ يتظاهرُ بالإسلامِ ويكرهُ الإسلامَ باطنًا أو يتردَّدُ في قلبهِ هل الإسلامُ صحيحٌ أم لا فهوَ مُنافقٌ كافرٌ وهو داخلٌ في قولِ الله تعالى: ﴿إِنَّ المُنَافِقِينَ في الدَّرْكِ الأسْفَلِ مِنَ النَّارِ﴾ [سورة النساء/145]، فهوَ والكافرُ المُعلِنُ خالِدانِ في النَّارِ خلودًا أبديًّا.
وقولُ البعضِ: يصِحُّ إيمانُ الكافرِ بلا نُطقٍ مع التَّمَكُّنِ قولٌ باطِلٌ.




[232]- س: ما حكمُ المسلمِ العاصي؟
ج: مَنْ صحَّ له أصلُ الإيمانُ والإسلامِ ولو لمْ يقُم بأداءِ الفرائض العَمَليةِ كالصَّلواتِ الخمسِ وصيامِ رمضانَ ولم يجتنبْ المُحرماتِ إلى أنْ ماتَ وهو على هذه الحالِ قبلَ أن يتوبَ فقدْ نجا منَ الخلودِ الأبديّ في النَّارِ، ثمَّ قسمٌ منهم يُسامِحهُم الله ويُدخِلهم الجنَّةَ بلا عذابٍ وقِسمٌ منهم يعذّبهم ثم يُخرِجُهُم ويدخلهم الجنَّة، والله أعلمُ بمن يسامِحهُ ومَنْ لا يُسامِحهُ.
وأمّا مَنْ ماتَ بعدَ أن تابَ فأدّى جميعَ ما افترضَ الله عليهِ واجتنبَ المُحرّماتِ فهوَ كأنهُ لم يُذْنِبْ لقولهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: "التائِبُ مِنَ الذَّنْبِ كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ" حديثٌ صحيحٌ رواهُ ابنُ ماجه عن ابن مسعود.
وفي صحيحِ البخاري أنّ رجلاً قالَ: يا رسولَ الله أُسْلِمُ أو أقاتِلُ؟ قال: "أسْلِمْ ثمَّ قاتِل"، فأسلمَ فقاتلَ فقُتِلَ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: "عَمِلَ قليلًا وأُجِرَ كثيرًا"، أي لأنهُ نالَ الشهادةَ بعدَ أن هدمَ الإسلامُ كلَّ ذنبٍ قدَّمهُ فالفَضْلُ للإسلامِ، لأنهُ لو لم يُسلِمْ لم ينفعهُ أيُّ عمَلٍ يعملهُ. وهذا الرجلُ كانَ التحقَ بالمُجاهِدينَ من أجلِ أن قومَه الذينَ هم مسلمون خرجوا من غيرِ أن يسلمَ ثم ألهَمَهُ الله أن يسألَ الرسولَ فسألَ فأرشَدَهُ الرسولُ إلى أن يُسلِمَ ثم يُقاتِلَ.




[233]- س: ما هي النصيحةُ التي ينبغي العملُ بها لتقليلِ الكلام؟
ج: ليُفكّرَ العاقلُ في قول الله تعالى: ﴿ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إلّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾ [سورة ق/18].
فإنَّ مَن فكَّرَ في ذلكَ علِمَ أنَّ كلَّ ما يتكلمُ بهِ في الجِدّ أو الهَزْلِ أو في حالِ الرّضَى أو الغَضَبِ يُسجّلهُ المَلكانِ، فهلْ يَسُرُّ العاقلُ أن يرى في كتابهِ حينَ يُعرَضُ عليهِ في القيامةِ هذهِ الكلماتِ الخبيثة؟ بل يسُوؤهُ ذلكَ ويُحزِنهُ حينَ لا ينفعُ الندمُ، فلْيَعْتَنِ بحِفظِ لسانهِ منَ الكلامِ بما يَسُوؤُهُ إذا عُرِضَ عليهِ في الآخرةِ.
قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "خَصْلَتانِ ما إنْ تَجَمَّلَ الخَلَائِقُ بمِثْلِهِمَا حُسْنُ الخُلُقِ وطولُ الصَّمتِ"، رواه عبدُ الله بنُ محمدٍ أبو بكر بن أبي الدنيا القُرشي في كتابِ الصَّمتِ.
انتهى الكتاب
وسبحان الله، والحمدُ للهِ ربِّ العَالمِينَ، وصلَّى اللهُ على سيِّدنا محمّد الأمِين، وَءَالِه وأصْحَابهِ الطَّيِّبِينَ.