فإذا قال: كيف نرى اللهَ وقد قال: ﴿لا تُدركُهُ الأبصار﴾ [سورة الأنعام] والرُّؤيَةُ تَستَلزِمُ أن يكونَ جِسْمًا مُتَحَيّزًا في جِهَةٍ؟
فقل: نَرَاهُ تَعَالى من غَيرِ كَيفِيَّة ولا مِثالٍ ومن غير أنْ يكونَ في مكانٍ والمكانُ للرَّائين بِقوَّةٍ يخلقُها الله تعالى لنا، ولا يلزمُ من الرُّؤيَةِ الإِدرَاكُ وقد علّقَ رُؤيَتهُ على أَمْرٍ جائزٍ وهو استِقرَارُ الجبَلِ، وَمَا عُلّقَ على الجائزِ جَائِزٌ. وَرُؤيتهُ تَعَالى جَائِزَةٌ وقد قال تعالى: ﴿وجوهٌ يومئذٍ ناضرة إلى ربِها ناظرة﴾ [سورة القيامة].