تأليف ابي المحاسن محمد القاوقجي الطرابلسي
الحنفي المتوفى سنة 1305 هـ.
الحمد لله رب العالمين * القائل فيما أنزل من الكتاب المبين* فاعلم أنه لا إله إلا الله * والصلاة والسلام على سيدنا محمد من أرسله الله رحمة للعالمين هاديًا ومبشرًا ونذيرًا * ليهتدي بشريعته من الجهل والضلال إلى العلم والإسلام * وعلى ءاله وصحبه ومن تبعهم بإحسان *
وبعد: فإن أول ما دعا إليه النبي صلى الله عليه وسلم ترك الكفر والإشراك والإيمان بالله على ما يليق به والإيمان به صلى الله عليه وسلم فكان يأمر العرب المشركين حين يجتمعون من نواحٍ شتى للحج بأن يشهدوا أن لا إله إلا الله وأنه رسول الله وذلك قبل أن يعلمهم أمور الصلاة ويأمرهم بالوضوء لها، فتبعه على ذلك صحبه الأطهار واتباعهم الأخيار.
فقد روى البخاري أنه صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ بن جبل: "إنك ستقدم على قوم من أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه توحيده تعالى، فإذا عرفوا ذلك فأخبرهم بأن الله فرض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة..." الحديث.
فكان علم التوحيد أهم العلوم تحصيلاً ومعتنى العلماء تلقينًا للصغار. ولقد تعبت في التفتيش عن رسالة في التوحيد تكون سهلة العبارة مفهومة الألفاظ للصغار والكبار العوام منهم وغيرهم، حتى وجدت رسالة لعالم جليل طرابلسي هو الفقيه المحدث أبو المحاسن القاوقجي تفي بالغرض والموضوع. فبادرت إلى الاعتناء بطبعها ونشرها بين المسلمين، لعل الله ينفع بها ويجعل فيها الخير العميم