يسمع تبشير الملائكة ويفرح يرؤيتهم
يسمع تبشير الملائكة ويفرح يرؤيتهم
المؤمن التقي عند موته يبشر تنزل ملائكة كأن وجوههم الشمس يبشرونه برحمة الله تعالى، وأنه لا خوف عليه بعد موته ليس عليه خطر، لا يصيبه خطر بعد موته يبشرونه بذلك، فيدخل عليه فرح عظيم ولو كان لسانه من شدة ألم سكرة الموت لسانه مرتبطًا، أكثر الناس ترتبط ألسنتهم عند الموت لأن شدة ألم الموت الذي يسمى سكرة الـموت سكرات الموت شىء شديد، أشد من كل ما يلقاه الإنسان قبل ذلك من أوجاع وأمراض، وإن كان لسانه مرتبط، لكن قلبه ممتلئ فرحًا هذا المؤمن التقي الذي جاءه ملائكة الرحمة الذين وجوههم بيض كأنهم شمس هو يراهم يجلسون منه على مدى وإن كان من حوله لا يراهم هو يراهم فيسمع تبشيرهم ويفرح برؤيتهم، برؤيتهم يدخل عليه سرور لا يعلم مداه إلا الله، مهما كان هو يقاسي ألم الموت يكون مسرورًا ممتلئًا سرورًا، ثم إذا فارق الروح جسده هذه الروح يصعد بها ملائكة الرحمة إلى السماء السابعة، ثم في كل سماء يشيعه المقربون من ملائكة تلك السماء، السموات السبع كل سماء لها رئيس من الملائكة وتحت هذا الرئيس مقربون أكابر من الملائكة، أما عامة الملائكة هؤلاء لا يحصي عددهم إلا الله، السماء الأولى والثانية والثالثة والرابعة والخامسة والسادسة والسابعة كل هذه السموات ما فيها موضع شبر ولا قدم ولا مقدار كف إلا وفيه ملك ساجد أو راكع أو قائم، أولئك يثبتون على أعمالهم أما أولئك المقربون من كل سماء من وظيفتهم التي أمرهم الله بها أن يشيعوا روح المؤمن التقي إذا صعد به أولئك الملائكة الذين استلموا روحه من يد عزرائيل، الله أمرهم جعل من وظيفتهم أن يشيعوا روح كل مؤمن تقي من هذه السماء التي هم فيها إلى السماء التي تليهم وهكذا يتلقى التبشير والفرح والسرور كلما أتى إلى سماء، ثم يؤمر هؤلاء الملائكة، ملائكة الرحمة الذين صعدوا به إلى السماء السابعة بأن يردوه إلى الأرض وأن يوسع له قبره، وهذا القبر الذي هو في نظر الناس المحجوبين مسافة قصيرة، نحو أربعة أذرع طولًا وذراع عرضًا، هذه يوسعها الله على بعض المؤمنين سبعين ذراعًا في سبعين ذراعًا، الطول والعرض سبعون ذراعًا، وعلى بعض المؤمنين يوسعه الله تعالى مد البصر وكل هذا يراه من رفع الله عنه الحجاب من أهل الأرض من الأحياء يرون، الذين رفع الله عنهم الحجاب ينظرون، ينظرون بأعينهم يرون بأعينهم، ثم هذا الإنسان لا يحصل له في قبره بعد أن يعود الروح إلى الجسد لا يحصل له أذى، لا تتسلط عليه حية ولا نملة ولا شىء من المؤذيات ويملأ قبره من رائحة الجنة وهذه الرائحة لولا أن الله يحجبها عن أكثر البشر لشموها لكن الله تعالى قادر على كل شىء، يري هذا الإنسان شيئًا في هذا المكان أشياء ويحجب هذا الذي يراه هذا عن غيره. غيره لا يراه، ما سمعتم أنه في ليلة القدر في بيت واحد يكون جماعة من الناس أحدهم يرى ضوءًا ملأ البيت والفضاء يرى بعينه، يندهش يقول الآن طلع النهار ما هذا الضوء؟ والآخرون مستيقظون لا يرون هذا الضوء، وهكذا حال القبر، القبر يوسع على المؤمن التقي لكن لا يحس به الناس أكثر البشر لا يحسون ولا يرون ولا يشعرون يحجبه الله تعالى.
ثم بعد أن يأكل التراب جسده الروح يأوي إلى الجنة يكون طائرًا يطير في أشجار الجنة، يأكل من ثمارها لا يتبوأ مقعده الذي يتبوأه يوم القيامة، بعد الانتهاء من موقف يوم القيامة، يتبوأ ذلك المنزل الذي هيأه الله له، في ذلك اليوم يتبوأه أما اليوم يطير في أشجار في الجنة جعلها الله تعالى منطلقًا لأرواح الأتقياء، يأكل من ثمار تلك الأشجار إلى أن تقوم القيامة، بعد أن تقوم القيامة يعود هذا الروح إلى الجسد الذي أكله التراب في القبر، يعيد الله هذا الروح الذي كان في الجنة إلى هذا الجسد الذي أنبته الله تبارك وتعالى فيخرج الروح مع الجسد كما كان في الدنيا قبل أن يفارقه، ثم لا يلقى يوم القيامة أذى حر الشمس، شمس ذلك اليوم شديدة الله تعالى يدنيها من رؤوس الناس لا تبقى في مركزها الذي هي فيه اليوم، لا. يدنيها، ثم هو يكون في ظل العرش لا يصيبه من حر الشمس شىء، لا يلحقه أذى بل هو ممتلئ سرورًا إلى أن يدخل الجنة فيتبوأ منزله الذي كتبه الله له، ثم بعد ذلك يرى من النعيم ما أخفاه الله تعالى حتى عن الملائكة الذين هم خزان الجنة، رئيس الملائكة الجنة يقال له رضوان، حتى هو لا يطلعه الله تعالى على هذا النعيم الذي أعده الله للصالحين للأتقياء للأولياء إنما هو يرى ما سوى ذلك من النعيم الذي يشترك فيه كل من دخل الجنة من ولي وغير ولي هذا مآل من اتقى الله تعالى، وشكر الله تعالى بأن صرف نعم الله التي أنعم الله بها عليه من قلبه وسائر جوارحه، كالعين والأذن واللسان واليد والرجل وماله الذي ملكه الله تبارك وتعالى صرفه فيما يحل وأمسكه عما حرم الله، هذا الإنسان الشاكر المؤمن الشاكر هذا جزاءه هذا مصيره. وذلك بفضل من الله تبارك وتعالى لأنه هو الذي ألهمه وقدره أن يعمل هذه الحسنات وأن يحفظ نفسه من معاصي الله، الله تعالى هو الذي أنعم عليه بذلك.
وأما من لم يؤمن بالله ورسوله فأول ما يجده في حال سكرات الموت تأتيه ملائكة العذاب فيضربونه من أمام ومن خلف، هو يشعر بذلك لكن الذين حوله من أهاليه وأقاربه وأصدقائه لا يشعرون، هو يقاسي من الألم ما لا يوصف سكرة الموت يقاسي آلامها وضرب هؤلاء الملائكة ملائكة العذاب كذلك يقاسيه ثم يبشره عزرائيل بعذاب الله وسخطه فيزداد غمًا إلى غم ولو كان بإمكانه أن يحبس روحه عن الخروج لفعل لكن ليس بإمكانه.
أما المسلم الفاسق الفاجر فهو بين هؤلاء وبين هؤلاء لكن منهم من يسامحه الله تعالى فلا يصيبه في قبره شىء من العذاب لأن الله سامحه بفضله وكرمه ثم الذين لم يسامحهم يقاسون شيئًا من النكد في القبر ثم في الآخرة كذلك يقاسون شيئًا من النكد ثم يدخلهم الله الجنة فيعيشون في الجنة في نعيم لا ينقطع.
Tags:
فيديوهات مختلفة ,
مرئيات العلّامة الهرري