سرور المؤمن المتّقي
سرور المؤمن المتّقي
الذين لا يعذبون لا في القبور ولا في الآخرة هم المتقون أي الناس الذين عملوا كل ما فرض الله عليهم من أمور الدين وتجنَّبوا ما حرّم الله، هؤلاء يقال لهم المتّقون، ويقال لهم الأتقياء ويقال لهم الصّالحون هؤلاء ليس عليهم نكد بعد موتهم إلى أبد الآباد. المسلم الذي هذه صفته ليس عليه نكد في قبره ولا في ءاخرته. ثم هذا المؤمن التّقي عند الموت يرى تبشير الملائكة له بالجنة فيفرح مع ما يقاسيه من ألم سكرات الموت، يكون قلبه فرحًا، وهذه آلام سكرات الموت رفعة له في الدرجات، ليس لأنه عند الله تعالى لا قدر له، الله تبارك تعالى جعل حصة أحبابه من البلاء في الدنيا أكثر من حصّة أعدائه، أحبابه بلاؤهم في الدنيا أكثر ليزدادوا رفعة وعلوًا في الدرجات عند الله. ثم هذا المؤمن التّقي لما يحمل جسده إلى القبر، يقول الروح، الروح يكون محمولًا بأيدي الملائكة ملائكة الجنة محمولًا بأيديهم، يقول بصوت يسمعه من سوى البشر قدّموني قدّموني يعني عجلّوا بي إلى القبر، يحب القبر الذي الآن يخافه بعدما يرى تبشير الملائكة له. يحبّ أن يوصل به إلى القبر بسرعة، أما الفاجر يقول يا ويلي أين تذهبون بي، يكره يكره لولا أنّه مقهور لأفلت من أيدي الملائكة، لكن لا يستطيع أن يفلت لأنه بشـّر بعذاب الله تعالى، ملائكة العذاب يبشرونه، يتضايق تضايقًا شديدًا، شديدًا، ولما يذهب به إلى الدفن يقول يا ويلي أين تذهبون بي. ثم هذا المؤمن التقي يصل إلى قبره ثم لا يرى ما يسوؤه إلا ما يسره في قبره، لا يسلط عليه هوام الأرض من حية وعقرب ونمل وغير ذلك، ولا يستوحش من ظلمة القبر، ينور الله له. أما ذاك الفاجر يكون في القبر عليه نكد شديد، الله تبارك و تعالى قال في حق الكافر في قبره ﴿مَعِيشَةً ضَنكًا﴾، أي عذاب القبر يلقى عذاب القبر، وعذاب القبر أنواع. الناس الذين يحفرون القبر لو اكتشفوا جسد هذا الكافر يرونه كهيئة إنسان نائم لا يعرفون ما هو فيه من النكد والعذاب والشّدّة. الله يحجب حاله الحقيقي عن أبصار الناس. وكذلك ذاك المؤمن التقي، الناس لو أحدهم فتح قبره يراه كأن القبر بمساحته التي كان عليها عندما حفَروه ودفنوه وحطوه فيه لكن في الحقيقة على غير تلك الصّفة هذا القبر، يكون اتسع ونور وخلق الله فيه شيئًا ءاخر يسّر صاحب القبر، هذا البشر لا يرونه إلا من كشف الله له فيرى فيرى حال صاحب القبر، وما أعد الله له في القبر مما يسره، يرى اتساع القبر يرى أن القبر منور. ثم في الآخرة بعد البعث يكون سرور المؤمن المتّقي أعظم وأعظم، والآخر الكافر الفاجر يكون حاله بعد القبر أشد وأشد عذابًا ونكدًا.
Tags:
فيديوهات مختلفة ,
من مرئيات الشيخ الهرري رحمه الله