لهم في الجنة قرة أعين
لهم في الجنة قرة أعين
المؤمن هو الذي عرف الله من غير أن يتصوره كشىء من خلقه. فمن عرف الله كما يجب أي مع تنزيهه عن مشابهة خلقه، بأن لا يتصوره كشىء من خلقه، وعرف نبيه محمدًا بأنه صادق في كل ما جاء به، هذا يقال له مسلم ويقال له مؤمن. ثم بعد هذا المؤمن يزداد على حسب جده واجتهاده في طاعة الله تعالى، بأداء الواجبات واجتناب المحرمات، تعلو درجته عند الله تعالى حتى إذا أدى الواجبات كلها واجتنب المحرمات كلها وأكثر من النوافل أيضًا يكون من أحباب الله تعالى وأوليائه وأصفيائه، يكون من أحباب الله وأولياء الله وأصفياء الله. هؤلاء عند الله تبارك وتعالى لهم امتياز من بين سائر خلقه وذلك أن الله تبارك وتعالى أخفى لهم في الجنة قرة أعين أي شيئًا تقر به أعينهم مما لم يطلع عليه ملائكته ولا أنبياءه من نعيم الجنة. هذا غير الذي ورد ذكره في القرءان بالتعيين، أليس ورد في القرءان أن الجنة فيها أنهار من ماء غير آسن أي لا يتغير لا يتعفن، أبدًا لا يتعفن ماء الجنة ليس كماء الدنيا، وذكر أن فيها أنهارًا من الحليب ليس من الحليب الذي يطلع من جوف البقر الغنم والإبل لا، هذا حليب خلقه الله خلقًا من غير أن يخرج من أجواف البهائم، وذكر أن فيها أنهارًا من خمر وهذه الخمر ليست مما يصنع بأيدي الناس، لا إنما خلقه الله خلقًا، ثم ليس كخمر الدنيا إنما هو لذة، لها لذة خاصة، لا تسبب تغير عن العقل، ولا تصدع الرأس كخمر الدنيا. وذكر أيضًا أن الجنة فيها أنهار من عسل مصفى ليس كهذا العسل الذي في الدنيا الذي تلقيه النحلة، ليس كهذا، بل كل نعيم الجنة الاسم متفق ، هذا يقال له لبن هذا يقال له خمر، هذا يقال له ماء، هذا يقال له عسل، لكن الصفة واللّذة وحسن المنظر لا يقاس بما في الدنيا. هذا مشترك بين المسلمين الذين يدخلون الجنة، الأتقياء والفساق، لا يختص به الأتقياء دون غيرهم بل يشترك الأتقياء والعصاة. أما أحباب الله فإن لهم قرة أعين أخفاها الله تعالى عن خلقه حتى الملائكة الذين هم خزّان الجنة أي موظفون في الجنة يعملون في الجنة الآن أيضًا هم موجودون في الجنة ولهم رئيس يقال له رضوان، حتى هؤلاء لا يعرفون ذلك النعيم الذي أعده الله لهؤلاء الأتقياء عباد الله المؤمنين الأتقياء.
Tags:
فيديوهات مختلفة ,
من مرئيات الشيخ الهرري رحمه الله