كل موقف قدر ألف سنة
كل موقف قدر ألف سنة
لا يعلم كم مضى من وقت خلق ءادم إلى وقتنا هذا، لا يعلم، كذلك لا يعلم كم مضى من الزمن، من وقت خلق إبليس الذي هو أبو الجن إلى هذه الساعة، وما بقي من عمر الدنيا إلى يوم القيامة كذلك الله يعلم، لكن ما بقي أقل مـما مضى من عمر الدنيا، ما بقي أقل مما مضى لأن الله تعالى قال في القرءان ﴿اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ﴾ أي اقتربت القيامة. الرسول قال أيضًا عليه السلام "ما بقي من الدنيا كالشمس إذا تدلت للغروب" معناه شىء قليل بالنسبة لما مضى من عمر الدنيا، الباقي قليل جدًا "كتدلي الشمس للغروب".
ثم يوم القيامة مدته قدر خمسين ألف سنة، هناك يوم القيامة الشمس ليست كحالها اليوم ليس لها طلوع وغروب، لا، بل تقف في الفضاء تكون قريبة من رؤوس الناس بقدر ميل. ميل واحد بعدها من رؤوس الناس، لذلك الكفار يتعذبون بعرقهم، كل واحد على حسب عمله عرقه ينزل منه ولا يتجاوز إلى غيره، العرق الذي ينزل منه لا يتجاوز إلى الذي يليه، يغوص في الأرض سبعين ذراعًا في العرق، في طول الوقت، لأن الوقت طويل ثم يصل إلى فمه هذا الكافر، يكاد يموت لكن الله ما كتب الموت، لو كان الله كتب الموت لكان من حر الشمس مات. أما المؤمن التقي الديّن الله تعالى يجعل ذلك الوقت الطويل خمسين ألف سنة، كقدر أخف من فريضة فريضة من الفرائض، كفريضة الظهر، لأنه لا يشعر بتعب ولا خوف بل ممتلىء سرورًا وفرحًا، بالنسبة له كأنها أخف من مقدار فريضة واحدة. ثم بعض المسلمين لا يصيبهم حرّ الشمس يكونون تحت ظل العرش، الإمام العادل هكذا يكون، تحت ظل العرش، لا يصيبه حر الشمس، والشاب الذي نشأ في عبادة الله كذلك، والإنسان الذي بكى من خشية الله وهو وحده وهو خالي أي منفرد ذكر الله بقلبه فبكى من خشية الله، هذا أيضًا يوم القيامة لا يصيبه حرّ الشمس، يكون تحت ظل العرش.
وهؤلاء الذين تحت ظل العرش أيضًا مراتب درجات بعضهم يكونون على منابر من نور، خلقها الله من نور، يجلسون على هذه المنابر وجوههم نور وثيابهم نور، وبعضهم أقل مرتبتهم أقل من ذلك لكن كلهم لا يصيبهم أذى حرّ الشمس. ثم بعد خمسين ألف سنة عند انتهاء خمسين ألف سنة يكون قسمٌ من البشر والجن في جهنم وقسم في الجنة. ثم هذه الشمس والقمر يكوران ويرميان في جهنم ليزيد الله الكفار الذين كانوا يعبدون الشمس والقمر ذلًا وهوانًا مع ذهاب ضوئهما، الشمس الله يطمس نورها، والقمر يطمس نوره، فيرميان في جهنم. أهل النار الذين كانوا يعبدون الشمس والذين يعبدون القمر يرونهما فيزدادون خزيًا وذلًا، يقولون كنّا نعبدهما في الدنيا ما نفعونا، ما نفعانا بل صارا معنا، فيزداد الكفار ذلًا وهوانًا. وهذه الأرض الله تعالى يضيفها إلى جهنم بعد فراغ البشر والجن منها ترمى في جهنم حتى تكون وقودًا، وقودًا زيادة في وقود جهنم.
ورد أن المساجد تزف كما يزف العروس إلى الجنة تلحق بأرض الجنة. الله تبارك وتعالى يحاسب الإنس والجن في بعض ذلك اليوم، ليس في كل يوم القيامة الذي هو خمسون ألف سنة، في بعضه في وقت قصير. يوم القيامة يكون فيها حالات متعددة، بعض الوقت لا يتكلمون، لا يكلم أحد أحدًا، وبعض الوقت يتكلمون، وبعض الوقت توزن أعمال الإنس والجن، وبعض الوقت موقف ءاخر وهكذا خمسون موقف كل موقف قدر ألف سنة.
ثم الله تبارك وتعالى يسوق المؤمنين إلى الجنة فوجًا بعد فوج ويسوق الكفار إلى جهنم فوجًا بعد فوج ليس دفعة واحدة الجنة بعدما يدخلها المؤمنون من الإنس والجن ينشأ الله لها خلقًا جديدًا يملؤها أما جهنم لا ينشأ لها خلقًا جديدًا إنما يملؤها من الجن والإنس، الله تعالى يملأ جهنم من الإنس والجن جهنم مساحتها واسعة والجنة أوسع، الكافر الواحد في جهنم مقعده مسافة ثلاثة أيام وهم كثرة.
Tags:
فيديوهات مختلفة ,
من مرئيات الشيخ الهرري رحمه الله