لا تخلو الأرض من مجتهد
لا تخلو الأرض من مجتهد
أبو حنيفة ولد قبل تمام المائة الأولى وتوفي في منتصف المائة الثانية، مات سنة مائة وخمسين. وكان له صاحبان إمامان مجتهدان بلغا درجة الاجتهاد في العلم، يوافقانه في أشياء، اجتهادهما في النهاية بلغا درجة الاجتهاد، وكان اجتهادهما يوافق اجتهاد أبو حنيفة. كان هذان محمد بن الحسن الشيباني وأبو يوسف يعقوب بن إبراهيم الأنصاري، كان هذان بعد أن تلقيا منه العلم وصلا إلى درجة الاجتهاد، فكان اجتهادهما يوافق اجتهاد أبي حنيفة، وأحيانًا القول الذي تركه أبو حنيفة في الفقهيات يرجحانه، وأحيانًا هذان أيضًا أحدهما يرجح قولًا والآخر قولًا ءاخر لكن لم ينقطعا عن الانتساب إلى أبي حنيفة. كما أنه كان في أصحاب الشافعي أناس بهذه الصفة. كان عالم جليل محدث فقيه مفسر يقال له ابن المنذر، هذا كان في الأول شافعي المذهب، طالع ودرس كتب الشافعي، مؤلفات الشافعي على تعددها، ثم بلغ درجة الاجتهاد لأن الله تعالى رزقه فهمًا واسعًا وحفظًا في الأحاديث النبوية وءاثار الصحابة وفتاوى الصحابة والتابعين وأتباع التابعين حتى صار محيطًا باختلاف المجتهدين وإجماعهم، صار محيطًا بالمسائل التي اتفق عليها وأجمع المجتهدون والمسائل التي اختلفوا فيها. والمجتهدون ليسوا هؤلاء الأربعة فقط، الشافعي ومالك وأبو حنيفة وأحمد بن حنبل بل أضعاف أضعاف أضعاف أضعاف أضعاف ذلك.
الصحابة المجتهدون كثير والتابعين كثير وفي أتباع التابعين كثير إنما الاجتهاد قل فيما بعد في عصر هذا أبي بكر بن المنذر.
هو أبو بكر بن المنذر ما اجتمع بالشافعي إنما تلقى العلم من أصحاب الشافعي، ثم بعد ذلك لا تخلو الأرض من مجتهد قائم لله تعالى بالحجة، كما قال سيدنا علي رضي الله عنه، فلن تخلو الأرض من قائم لله تعالى بالحجة، لا نقول إن الاجتهاد بالمرة انقطع، بعد هؤلاء الأربعة لا نقول كما قال بعضهم.
Tags:
فيديوهات مختلفة ,
من مرئيات الشيخ الهرري رحمه الله