#

تفسير قوله عز وجل: ذي قوة عند ذي العرش مكين

تفسير قوله عز وجل ﴿ذي قوة عند ذي العرش مكين﴾
في القرءان الكريم ما يدل على هذا، على أن الله تعالى ليس قرأ القرءان بالحرف والصوت على جبريل، ثم جبريل قرأ على سيدنا محمد مثل ذلك. إنما جبريل يسمع كلام الله الذي ليس حرفًا ولا صوتًا. أمره بذلك الكلام أن يأخذ القرءان الذي كتب على اللوح المحفوظ فينزله على سيدنا محمد. فجبريل قرأ القرءان بالحرف والصوت على سيدنا محمد كما أخذه من اللوح المحفوظ، لذلك في القرءان الكريم ﴿إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ﴾ أي أن القرءان شىء قرأه رسول كريم، وهو جبريل. ﴿ذِي قُوَّةٍ﴾ أي الذي له قوة كبيرة. جبريل قلع أربع مدن، أخذها بجناحه رفعها إلى مسافة بعيدة في الهواء ثم قلبها، أربع مدن، هذه المدن الأربعة كان فيها أربع ملايين نفس، قوم لوط لـما كذبوا نبي الله لوطًا وفعلوا تلك الفعلة، جبريل استأذن الله تعالى فأخذ أرضهم هذه ثم قلب عاليها سافلها، واشتعلت النار عليهم وجوههم إلى الأرض، لهذا الله قال ﴿ذِي قُوَّةٍ﴾، ﴿إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ﴾ أي الذي له درجة عالية عند خالق العرش. الله تعالى يقال له ذو العرش أي خالق العرش. جبل الطائف أيضًا هو نقله من أرض الشام إلى قرب مكة. جبريل يسمع ذاك الكلام الذي ليس حرفًا ولا صوتًا وليس فيه ترتيب وتقديم، لا يمكن تصور ذلك الكلام. أما الذي سمعه يعرف، جبريل يعرف، والرسول ليلة المعراج سمع ذلك الكلام، وموسى عند جبل الطور لـما مكث هناك أربعين ليلة الله أسمعه، أما في الآخرة كل إنسان يسمع، كل إنسان يسمع. هذا القرءان، اللفظ الذي نقرأه عبارة عن ذلك الكلام، يدل عليه، ليس عين ذلك الكلام، كما أنه إذا كتب على ورقة "الله" لو قال قائل ما هذا، يقال الله على معنى أن هذا عبارة عن الله ليس على معنى أن هذا هو عين ذات الله. أما الذي يقول الله تعالى يتكلم بالحرف والصوت بالعربية أو نطق بالقرءان بالعربية وبالإنجيل بالسريانية وبالتوراة بالعبرانية هذا جعل الله مثل خلقه. هذا ما عرف الله، كافر، لأنه جعل الله مثل خلقه. نحن نتكلم بالحرف والصوت، الله منزه عن أن يتكلم بالحرف والصوت. هي الحروف ما كانت موجودة، الله خلقها بعد أن كانت لا شىء. ثم الحروف لها مخارج، الباء من الشفتين، بإطباق الشفتين تخرج، وبعض الحروف لا تخرج إلا بفتح الشفتين، كيف يليق هذا على الله؟! هل يستطيع أحد أن ينطق بالباء من غير أن يطبق شفتيه؟! كذلك اللام لا يستطيع أن ينطق بها الإنسان مع إطباق شفتيه إلا بانفتاح شفتيه، كيف يكون رب العالمين هكذا ينطق كما نحن ننطق بالحرف والصوت؟! القرءان الذي نقرأه يقال له كلام الله، لماذا؟ لأنه عبارة عن ذلك الكلام.

Tags: مرئيات العلّامة الهرري , من مرئيات الشيخ الهرري رحمه الله