تفسير قوله عز وجل: وكان حقا علينا نصر المؤمنين
تفسير قوله عز وجل ﴿وكان حقا علينا نصر المؤمنين﴾
المؤمن، إذا الكفار اعتدوا عليه فقتلوه ونهبوا ماله أو جرحوا جسمه وعذبوه بالحبس والأذى فهو المنتصر عند الله لأن الحق معه، أولئك ليس معهم حق. في الدنيا المؤمن منتصر بما أن معه الحق، وأحيانًا ظاهرًا أيضًا ينتصر، ظاهرًا أيضًا ينتصر على الكفار.
﴿وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ ليس معناه في الدنيا نظهر أنهم هم المنتصرون، لا يصيبهم أذى من الكفار وإهانة وقتل ونهب، لا، ليس هذا معناه. المؤمن هو المنتصر لو قتله الأعداء، أعداء الإسلام، فهو المنتصر لأن هؤلاء إن قتلوا مسلمًا يستحقون زيادة عذاب على عذاب الكفر في الآخرة. لا يقل أحد في نفسه كيف يكون في القرءان ﴿وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ ثم يصاب المسلمون بما فيهم من الأنبياء وغيرهم بمصائب قتل وجرح وحبس وأسر وغير ذلك، لا يقال، لأن النصر الذي ذكره الله، النصر بالحجة في الدنيا، أو الانتصار بالحجة وبالظاهر، والانتصار في الآخرة ظاهرًا وباطنًا.
المؤمنون في الآخرة هم المنتصرون ظاهرًا وباطنًا. الكفار في الآخرة لا يستطيعون أن يلحقوا أدنى ضرر بالمسلمين بل لهم ويل كبير، قبل أن يدخلوا جهنم وبعد أن يدخلوا جهنم يزيد ويلهم. أما المؤمن فمصيره الجنة، مهما كان عنده ذنوب مصيره الجنة، النعيم الدائم الذي لا ينقطع، وهذا معنى الآية القرءانية ﴿وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ﴾.
Tags: مرئيات العلّامة الهرري , من مرئيات الشيخ الهرري رحمه الله