سبب نزول الآية: ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين
سبب نزول الآية ﴿ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين﴾
هو الرسول قال "كلُّ عيْنٍ زانية" معناه كلّ عين تعصي الله تعالى بنظر الشهوة، أغلب البشر هكذا، إلا الأنبياء وبعض الأولياء هؤلاء يسلمون منه، أما أكثر البشر الأغلب الأغلب الأغلب ينظرون بشهوة، لذلك قال الرسول "وكلُّ عيْن زانية"، هذا حديث صحيح رواه ابن حبان.
أوله "أيّما امرأةٍ خرجت متعطرة فمرت بقومٍ ليجدوا ريحها فهي زانية، وكل عين زانية". معناه مقدمات للزنى، الزنى أوله من النظر، أليس هكذا؟!
من النظر ينطلق إلى أن يصل إلى الزنى، هذا معنى "وكل عين زانية". في زمن الرسول هكذا كان، أغلب البشر المسلمون وغير المسلمين ينظرون بشهوة. كان من الصحابة رجل من أجمل خلق الله لما هو يأتي إلى المدينة كل البنات البالغات يخرجن للنظر إليه. في ذلك الزمن ما قال سيّدنا عمر ولا غيره للنساء يا نساء صارت فتنة غطين وجوهكن، لا تخرجن إلا مغطيات، ما قالوا، ما قال أحد من العلماء، من أين يقولون دفعًا للفتنة؟ الفتنة منذ ثلاثمائة سنة حصلت! الفتنة للنساء! هذه قديم، هذه قديم قديم، أيام الأنبياء الأوّلين هكذا كان، النظر بشهوة كان لا يسلم منه إلا النادر. كانت الفتنة قبل، أيام الرسول كانت. أليس كذلك في الحديث الصحيح؟ أن امرأة كانت جميلة من أحسن البشر كانت تأتي تصلي خلف الرسول جماعة، صلاة الجماعة، صفوف النساء كان يكون خلف صفوف الرجال، بين الرجال والنساء نحو مترين تقريبًا فقط بين صفّ الرجال وصف النساء.
ما كان يمد ساتر، ولا كانت في أيامهم سدة، كنا الرجال والنساء على أرض المسجد يصلون.
دائمًا عند الرسول خلفه النساء صفوف الرجال ثم صفوف النساء، بين كل صف وصف ثلاثة أذرع يدوية، مترين وشىء من غير ستار، من غير أن يمد ستار، من دون أن يطلعن النساء إلى السدة، ما كانت سدة للمساجد تلك الأيام، ثم بعض الناس حتى لا ينظروا إليها يتقدمون إلى الصفوف المتقدمة وبعض الناس يتأخرون ثم ينظرون من تحت الإبط في الركوع إليها. نزلت ءاية، الله أنزل ءاية ﴿وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ﴾ الرسول عرف، لما نزلت الآية عرف أن بعض الرجال الذين خلفه في الصلاة ينظرون إلى النساء في أثناء الركوع من تحت الإبط، ومع هذا ما قال الرسول يا أيتها المرأة، هذه الامرأة الجميلة أنت لا تصلي عندنا، صلي في بيتك، ما قال، تركها تصلي خلفه.
Tags: مرئيات العلّامة الهرري , من مرئيات الشيخ الهرري رحمه الله