#

ولا يزيده شدة الجهل عليه إلا حلمًا

ولا يزيده شدة الجهل عليه إلا حلمًا
كان أحد أحبار اليهود من أهل المدينة يسمى زيد بن سعية اطّلع في بعض الكتب القديمة التي أنزلها الله تعالى على بعض أنبيائه أن نبيَّ ءاخر الزمان يسبق حلمه جهله ولا يزيده شدة الجهل عليه إلا حلمًا، فأراد هذا الحبر اليهودي بعد أن هاجر رسول الله الى المدينة أن يعرف هل ينطبق على محمد النعت المذكور في محمد أن حلمه يسبق جهله وأن شدة الجهل عليه لا يزيده إلا حلمًا، أي أنّه مهما أوذي لا يوصله أذى الناس إلى التحامق بل لا يخرج عن مقتضى الحكمة، فأراد أن يمتحن رسول الله صلى الله عليه وسلم فعامله بدين مؤجل إلى أجل معلوم. ثم قبل أن يحل الأجل بثلاثة أيام تعرض هذا اليهودي زيد بن سعية بالمطالبة بالدين فنال من رسول الله صلى الله عليه وسلم بكلمة تهز المشاعر، فأراد بعض الصحابة وهو عمر بن الخطاب أن ينتقم منه من شدة تغيظه عليه لما أنه أساء الأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. كاد أن يبطش به فيقتله فنهاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرف الحبر زيد أن تلك الصفة والنعت المذكور في وصف محمد صلى الله عليه وسلم أنها منطبقة عليه فعرف أن محمدًا هذا هو ذلك النبي الذي بشر به الأنبياء فتشهد شهادة الحق. قال أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك رسول الله.
فهذا مثال واحد من أمثلة أعلام نبوته الكثيرة صلى الله عليه وعلى ءاله وسلَّم تسلِيمًا كثيرًا. ثم إن الحكمة والخلق الحسن كان من شِيم الأنبياء جميعِهم لأن الله تبارك وتعالى لا يرسل لهداية عباده إنسانًا مغموزًا عليه مطعونًا فيه بسفاهة أو بخيانة أو رذالة أو كذب في الحديث، لا يرسل إلا إنسانًا نشأ على الصدق والعفة والنّزاهة في العرض والخلق وحسن معاملة الناس، فكان محمد صلى الله عليه وسلم أوفر الأنبياء حظًا في ذلك لا يسبقه في ذلك أحد بعده ولا سبقه أحد قبله

Tags: فيديوهات مختلفة , مرئيات العلّامة الهرري