اتقوا النار ولو بشق تمرة
اتقوا النار ولو بشق تمرة
الحسَنات التي تُذهب السّيئات فمنها ما يذهب الصغائر ومنها ما يذهب الصّغائر والكبائر. لأنه يجوز أن يغفر اللهُ تعالى لبعض المسلمين بعض الكبائر بحسنة من الحسنات كالصّدقة، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم "اتّقوا النار ولو بشقّ تمرة". رواه البخاري قوله عليه الصلاة والسلام: "اتّقوا النار ولو بشق تمرَة" معناه أن الله تعالى قد يعتق عبدَه المسلم بالصّدقة التي هي صغيرة، نصف حبة تمر ولو بنصف حبّة تمر ابتعدوا تجنبوا النار، معناه قد يعتقكم الله إذا تصدقتم بنصف حبة تمر من الكبائر، لأن الذنب الذي يدخل صاحبه النار هو ما كان من الكبائر، أما الصّغائر فلا تُدخل صاحبها النار إنما لها عقوبة غيرُ ذلك، مما دون دخول النار، العذاب ليس دخول النار فقط، العذاب أنواع. فلما قال الرسول عليه الصلاة والسلام "اتّقوا النار ولو بشقّ تمرة" علمنا أن من الحسنات ما يمحو الله به بعض الكبائر. وفضل الله واسع، لكن الشخص لا يدري إذا عمل كبيرة ثم عمل حسنة كصدقة أو غير ذلك أنه محي عنه الكبيرة التي عملها بيقين، لا يعلم، لكن يقول في نفسه يجوز أن يكون محى الله لي بهذه الصدقة، الكبيرة التي عملتها، يجوز أن يحسن ظنَّه بربّه تبارك وتعالى.
Tags: مرئيات العلّامة الهرري , شعبان المكرّم
