قال الله تعالى: فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ
قال الله تعالى ﴿فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ﴾
الله تبارك وتعالى لا يضيع على المؤمن عملًا صالحًا عمله إن كان قليلًا أو كثيرًا، إن كان صغيرًا وإن كان كبيرًا، الله تعالى لا يضيع أجر من أحسن عملًا. فمن جملة الحسنات التي تنفع في الآخرة ولا يعبأ بها كثير من الناس أي لا يرون لها فضلًا أن يحسن الرجل إلى جاره بما استطاع من الإحسان، سواء كان هذا الإحسان كبيرًا في أعين الناس أو صغيرًا في أعينهم، ليس على المؤمن إلا أن يبتغي رضاء الله تعالى. من يبتغي وجه الله لا ينظر إلى العمل الذي يعمله لوجه الله تعالى، هل يملأ هذا العمل أعين الناس أم يحتقرونه، لا ينظر إلى ذلك، بل ينظر إلى ثواب الله الذي أمر عباده بهذه الحسنات. قال الله تبارك وتعالى ﴿فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ﴾ ﴿وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ﴾ الكلمة الأولى من هاتين الكلمتين ﴿فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ﴾ تفهمنا أن المؤمن مهما عمل من الحسنات لوجه الله تعالى حتى لو كان كمثقال ذرة فإنه يجد تلك الحسنة في الآخرة أي يجد ثوابها لأن الله تعالى عالم بكل شىء، لا يخفى عليه شىء، هو تبارك وتعالى مع غناه عن طاعات العباد وصدقاتهم، مع غناه، يحب لعباده المؤمنين ألا يحتقروا الحسنة مهما كانت صغيرة، يحب لهم ألا يحتقروا أي حسنة من الحسنات، يحب لهم أن يبتغوا مرضاة ربهم بأي حسنة من الحسنات لو كانت في أعين الناس صغيرة، لو كانت في أعين الناس صغيرة.
Tags: مرئيات العلّامة الهرري , شعبان المكرّم
