عرش بلقيس
عرش بلقيس
من شرط الولي أن يكون مؤمنًا بالله ورسوله وأن يكونَ تقيًّا أي يؤدي الفرائض كلَّها ويعرف من علم الدين ما لا يستغنى عنه ويجتنب المحرمات ويكثر النوافل. هذا صفة الوليّ، هذا صفة الوليّ. ثم الكرامات يعطيها الله تبارك وتعالى منهم لمن يشاء منهم، الكرامات الحسيّة يعطيها لمن يشاء منهم، ثم هذه الكرامات أنواع منها أن يكشف الله له عن ضمائر بعض العباد ومنها أن يمكنه الله تعالى من قطع المسافات الطويلة في أسرع وقت في لمحة، كما فعل ءاصف بن برخيا الذي كان من أولياء الله. كان مع سليمان لما أراد سليمان أن يحضر عرش بلقيس التي كانت هي ملكة اليمن في ذلك الزمن وكان لها عرش من ذهب مكلّل بالجواهر، كان هذا العرش طوله ثمانون ذراعًا بذارع اليد وعرضه أربعين، وكان بعث إليها ليدعوها إلى الإسلام. هي كانت كافرة تعبد الشمس هي وقومها كانوا كفّارًا. سليمان لا يريد مالها، الله تعالى أعطاه أكثر مما عندها من المال، ولا يريد جاهها لأن سليمان أعظم منها جاهًا، أكبر منها جاهًا، هو نبيّ الله، سليمان نبي الله، إنما أراد أن يدخلها في الإسلام وأن يدخل قومها أيضًا في الإسلام. فقال سليمان عليه السلام "أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين"، فقال عفريت من العفاريتِ الذين سخرهم الله تعالى لسليمان "أنا ءاتيك به قبل أن تقوم من مقامكَ" أي قبل أن تنتهي من مجلسك هذا. كان هو سليمان يجلس حصة من الزمن للحكم بين الناس، وكان يحضر مجلسه، مجلس حكمه أعيان من البشر وعفاريت الشياطين الكفار، لأن الله تعالى سخرهم له، أي واحد منهم يحاول أن يتمرَّد على أمر سليمان الله تعالى ينزل عليه عذابًا في الدنيا فيتحطم، خوفًا من ذلك كانوا يطيعونه، هذا العفريتُ قال "أنا ءاتيك به قبل أن تقوم من مقامك" أي قبل أن ينتهي مجلسك هذا. فقال هذا الوليّ ءاصف بن برخيا "أنا ءاتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك"، فأحضره بقدرة الله، فما هو إلا أن رءاه سليمان مستقرًّا عنده هذا التخت هذا السرير العظيم، من اليمن إلى فلسطين كان سليمان بفلسطين فشكر سليمان ربه فقال: "هذا من فضل ربي ليبلوني" ثم هي لما حضرت هذه الملكة بلقيس قال لها: "أهذا عرشك؟"
قالت: "كأنه هو" لما رأت ما أذهلها وأدهشها أسلمت وقالت "وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين" أي دخلت في دين سليمان الإسلام، دخلت في الإسلام تركت عبادة الشمس فصارت مسلمة تعبد الله وحده ولا تشرك به شيئًا وتتمسك بتعاليم سليمان لأنه نبي الله، أما أنه تزوجها فهذا غير ثابت.
Tags:
فيديوهات مختلفة ,
مرئيات العلّامة الهرري