#

عصمة الأنبياء

عصمة الأنبياء
الأنبياء معصومون قبل النبوة من الكفر، كذلك الأنبياء معصومون قبل النبوة من الكفر، كإبراهيمُ عليه السلام لما قال لقومه وقد رأى القمر والكوكب والشمس هذا ربي، قال ذلك على وجه الإنكار عليهم ولم يَقُله اعتقادًا. وأما عِصمة الأنبياء لغير الكفر فهم معصومون أيضًا من المعاصي إلا الصغائر التي ليس فيها خِسّة، فإنها تجوز عليهم لكنهم يُنبَّهون فيتوبون فورًا قبل أن يقتديَ بهم فيها أحد. الصغائر التي ليس فيها خسة آدم عليه السلام أليس أكل من الشجرة لما كان في الجنة، أكل من الشجرة التي نهاه الله عنها ولم يكن نزل عليه وَحْي في ذلك الوقت، أكل منها ثم تاب الله عليه وعلى زوجته حواء، ﴿قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ ، ندما فتاب الله عليهما، هذه المعصية ليس فيها خساسة ولا دناءة وليست من الذنوب الكبيرة، ما كان من هذا النوع يجوز على الأنبياء لكنهم يُنبهونَ فورًا فيتوبون منها قبل أن يقتدي بهم غيرهم فيها لأن الناس مأمورون بالاقتداء بالأنبياء واتِّباعهم فلو كانوا يدومون على معصية من المعاصي لكان ذلك خلاف أصل بعثتهم، لذلك لا يدومون على صغائر غير الخسة، على صغائر غير الخسة لا يدومون بل ينبههم الله فورًا فيتوبون منها. فما كان من هذا النوع من الصغائر تجوز عليهم أي يجوز أن تقع منهم قبل النبوة وبعد النبوة، أما الكفر والكبائر وصغائر الخِسّة فلا تجوز عليهم لا قبل النبوة ولا بعد النبوة.

Tags: مرئيات العلّامة الهرري , من سير الأنبياء