أول الأنبياء
أول الأنبياء
بعد هؤلاء الأربعة الماء والعرش والقلم الأعلى واللوح المحفوظ خلق الله تعالى سائر العوالم وأما الجن والملائكة فكانا مخلوقين قبل ءادم. الملائكة قبل الجن، ثم خلق الجن، أبوهم، أبو الجن إبليس خلق من مارج من نار، من لهيب نار صافية، ليس فيها دخان، من لهيب صاف خلقه الله تعالى. ثم بعد ذلك صار يعبد الله تعالى مع الملائكة في السماء لكنه لم يكن رئيسًا على الملائكة، إنما كان مندمجًا معهم يعبد الله، كان مسلمًا يعبد الله ولا يعبد غيره.
إبليس ظل في السماء ثم لما خلق هيكل ءادم في الجنة، قبل أن ينفخ فيه الروح، جاء نظر إليه إبليس، لما رءاه أجوف قال لأمر ما خلقت، عرف أنه ليس مثل الملائكة، ليس مثل الملائكة، الملائكة أقوياء ليسوا مثل البشر. ثم لما أمرت الملائكة بالسجود لآدم، بعدما دخل الروح في ءادم، أمر الله الملائكة بالسجود لآدم أي تحية لآدم، لا عبادة لآدم لأنه لا يعبد إلا الله، اعترض على الله، قال أنا خير منه، خلقتني من نار وخلقته من طين فصار من الكافرين. لما اعترض صار كافرًا إبليس، صار كافرًا، ثم وسوس إليه وإلى حواء أن يأكلا من شجرة نهاهما الله عنها. كل شىء في الجنة أباح لهما من الأمور الظاهرة في الجنة إلا الأشياء التي أخفاها الله تعالى لم يطلع عليها أحدًا، لا من الملائكة ولا من الإنس أو الجن، ما سوى ذلك أباح الله تعالى لهما إلا تلك الشجرة، فوسوس إليهما إبليس ليأكلا من هذه الشجرة فأكلا منها ثم تابا إلى الله تعالى فقالا ربنا ظلمنا أنفسنا فإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين، ندما على ما فعلا، فتاب الله عليهما ثم أمروا بالنزول، بترك الجنة، بمغادرة الجنة ءادم وحواء وإبليس. فنزل ءادم بأرض بالهند يسمى سرنديب، وحواء نزلت بأرض أخرى غير الأرض التي نزل عليها ءادم، وإبليس نزل في الأبلة، هذه الأبلة بالعراق، أرض اسمها الأبلة، هناك نزل إبليس. ثم جمع الله تعالى بين ءادم وحواء.
ءادم بعدما نزل من الجنة أنزل الله تعالى عليه الوحي وأعلمه بأنه نبي الله، فصار ءادم نبي الله وهو أول الأنبياء، حسب الوجود الظاهري الخارجي هو أول الأنبياء، وهو أبو البشر كلهم. ثم بعد ذلك جاءتهما ذرية، ثم تناسلت ذريتهما فكثر البشر.
Tags:
مرئيات العلّامة الهرري ,
من سير الأنبياء