#

من كان معه الحق فهو منتصر

من كان معه الحق فهو منتصر
فيما حصل لنبي الله نوح عليه السلام الذي هو خامس أفضل الأنبياء عبرة عظيمة. بقي يدعو الكفار من قومه إلى الإسلام تسعمائة وخمسين عامًا، هم يقابلونه بالسب والإهانة والضرب، أحيانًا كان يغشى عليه من شدة الضرب وهو ما ملّ، ما ملّ من دعوتهم إلى الدين وترك ما يعبدونه من دون الله. بعد أن قضى تسعمائة وخمسين سنة معهم، مع قومه، وهم على هذه الحال يكذبونه ويسبونه ويضربونه، الله تعالى أوحى إليه أنه لا يؤمن منهم أحد بعد هذا. الله تعالى أهلك الكبار والصغار بالطوفان وسلّم نوحًا ومن ءامن به، كانوا نحو ثمانين ما بين ذكور وإناث، المؤمنون الذين ءامنوا به نحو ثمانين فقط.
أولًا، ماء الأرض ارتفع على وجه الأرض أربعين ذراعًا، فوق الأرض، ثم ماء السماء غطى الجبال كلها، ما بقي جبل إلا وغطاه الماء من كثرته. ثم فوق الجبال خمسة عشر ذراعًا الماء ارتفع، فوق الجبال. الكفار كلهم ماتوا وأولادهم الأطفال والنساء كلهم، أما نوح ومن ءامن به أنجاهم الله.
علم الله نوحًا أن يعمل سفينة، سفينته هذه ارتفعت فوق الماء، ظلت تدور بهم ستة أشهر على الماء، ثم الله أمر ماء السماء أن تقطع ماءها، وأمر الأرض أن تبلع هذا الماء، هذا الماء الذي ارتفع إلى أعلى جبل في الدنيا وزاد فوقه خمسة عشر ذراعًا بلعت الأرض كل هذا الماء. الآن في بطن الأرض ماء لا يعلم قدره إلا الله من ذلك الماء وما كان قبل ذلك فيها في جوف الأرض.
الله تعالى نصر نوحًا وأهلك أعداءه الذين تمردوا عليه، الله تعالى ينصر أنبياءه وأولياءه بالحجة، الحجة دائمًا معهم، الحق دائمًا معهم، مهما أصابهم في الدنيا من الأذى من الكفار والمشقات الحق معهم، فهم المنصورون. من معه الحق فهو المنتصر، لو كان في الظاهر قتل بيد أعدائه مهما تعذب في الدنيا من كان معه الحق فهو منتصر.

Tags: مرئيات العلّامة الهرري , من سير الأنبياء