#

أمور اتفق عليها حميع الأنبياء

أمور اتفق عليها حميع الأنبياء
الحمد لله رب العالمين له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن صلوات الله البر الرحيم والملائكة المقربين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا فزدنا علما وانفعنا بما علمتنا وانفع بنا يا رب العالمين. ذكرنا في آخر درسنا الماضي قول الله تبارك وتعالى في القرآن الكريم: ﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ وقول الله تبارك وتعالى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ۚ﴾ وقول الله عز وجل: ﴿إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ﴾ من هذه الآيات البينات ومن غيرها من النصوص القرآنية والحديثية يتبين لنا أن الدين الذي ارتضاه الله لعباده وأمرهم به وجاء به جميع الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وكان عليه الملائكة قبل آدم عليه السلام والدين الذي ينجو به صاحبه من الخلود الأبدي في النار هو الإسلام الذي فيه توحيد الله تعالى والإيمان بأنبيائه عليهم الصلاة والسلام. والنبي صلى الله عليه وسلم هو آخر نبي قام بتجديد الدعوة إلى الله تبارك وتعالى وليس أول نبي جاء بالإسلام، فالإسلام كما ذكرت آيات كثيرة هو دين جميع الأنبياء.
هذه الآيات البينات تبين لنا أن المبدأ الإسلامي الجامع لجميع الأنبياء أي أن الشيء الذي اتفق عليه جميع الأنبياء توحيد الله تعالى وعدم الإشراك به شيئًا. الأنبياء وأتباع الأنبياء على هذا وإن حصل اختلاف في بعض أحكام أصول الشريعة كما ذكرنا في دروس سابقة، ففي شريعة آدم فرضت صلاة واحدة وفي شريعة عيسى ابن مريم فرضت صلاتان وفي شريعة محمد صلى الله عليه وسلم فرضت خمس صلوات، لكن لم يختلف الأنبياء في توحيد الله عز وجل لم يختلف الأنبياء في الإيمان باليوم الآخر ولا بالبعث بعد الموت ولا بالخلود لأهل النار في النار في الآخرة ولا بالخلود لأهل الجنة في الجنة في الآخرة بل هذا شيء اتفق عليه جميع أنبياء الله تعالى، ومما اتفقوا عليه أيضا تحريم الكذب، الكذب حرام في كل الشرائع السرقة حرام في كل الشرائع. ففي أمور اتفق عليها جميع الأنبياء، وبعض الأحكام الفرعية فيها اختلاف بين بعض الشرائع من ذلك أنه في شريعة نبي الله يعقوب والد نبي الله يوسف أنه يجوز الجمع بين الأختين في عقد واحد، أما في شريعة محمد صلى الله عليه وسلم مثلًا لا يجوز للأب أن يزوج ابنتيه الأختين من شخص واحد في آن واحد. فإذا ما كان من شريعة يعقوب من هذه المسألة الفرعية جائزًا فهو في شريعة محمد صلى الله عليه وسلم حرام. في شريعة نبي الله عيسى صلى الله عليه وسلم من لم يجد الماء للوضوء ينتظر حتى يجد الماء للوضوء، ما كان شرع لهم التيمم، وفي شريعة محمد صلى الله عليه وسلم من لم يجد الماء للوضوء تيمم، الله تبارك وتعالى قال: ﴿فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا﴾ هذا شرع الله تبارك وتعالى وفيه مصلحة للناس، الله عز وجل هو المشرع لعباده وهو الفعال لما يريد. لكن اليوم وقد بعث محمد صلى الله عليه وسلم ونزل عليه القرآن الكريم الذي نسخ الله به كل الشرائع السماوية أي توقف العمل بكل الشرائع السماوية صار لازمًا العمل بمقتضى القرآن الكريم مع تعظيمنا للإنجيل الصحيح وللتورات الصحيحة غير المحرفة. والنبي صلى الله عليه وسلم بين في الحديث بقوله: "وستفترق أمتي إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة وهي ما أنا عليه وأصحابي" فالنبي صلى الله عليه وسلم بين في الحديث أنه ستكون فرق، هذه الفرق فرق تخالف ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم تخالف القرآن الكريم وتخالف الحديث النبوي الصحيح الذي هو مصدر للتشريع عملوا بآرائهم عملوا بأفكارهم الهدامة ساروا وراء أهوائهم الفاسدة الباطلة وإن سموا أنفسهم باللفظ مسلمين. من الناس من يقول بلسانه أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله ويعتقد بقلبه أن الله ظالم أو يعتقد بقلبه أنه يوجد نبي بعد محمد يسمى غلام أحمد القادياني، فمن ينسب إلى الله الظلم فلا يعتبر عند الله مسلمًا ولا مؤمنًا. فبعض من الناس يدعون الإسلام وهم حقيقة يناقضون معنى الشهادتين، ففي زمن سيدنا علي رضي الله عنه طائفة من الناس قالوا له أنت إلهنا وخالقنا ورازقنا، وجهوا الكلام لسيدنا علي رضي الله عنه. سيدنا علي لا يرضى بالشرك لا يرضى بالكفر هددهم توعدهم قال: "إني إذا رأيت أمرًا منكرا أججت ناري ودعوت قمبرا" قمبرا خادمه دعا قمبرا يعني خادمه شق لهم، عمل حفرة في الأرض وأجج فيها النار وحرقهم بالنار، هو توعدهم ثلاثة أيام، هددهم إن لم يعودوا إلى الإسلام أن يحرقهم بالنار، فحرقهم بالنار حفر لهم خندقًا وحرقهم بالنار والعياذ بالله تبارك وتعالى. هؤلاء يدعون الإسلام ولكنهم ماذا قالوا لسيدنا علي رضي الله عنه قالوا له أنت إلهنا وخالقنا ورازقنا، هل يسكت عنهم؟ أبدًا، والعياذ بالله تبارك وتعالى، هددهم توعدهم ثلاثة أيام.
إذا سئلتَ سؤالا أو سئلتِ سؤالًا ما حكم من يجحد بالشهادتين؟ قال الله تبارك وتعالى: ﴿وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَعِيرًا﴾ لا بد من الإيمان بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وإلا فمن كذب الله ورسله فمأواه جهنم خالدًا فيها أبدًا.
إذا سئلتِ سؤالًا هل ينقطع عنه العذاب كل يوم تنين ولا كل يوم جمعة؟ الجواب أنه لا ينقطع العذاب في الآخرة عن مطلق كافر في جهنم، حتى أبو طالب لو كان عم النبي صلى الله عليه وسلم لم يصح أنه ينقطع عنه العذاب، أبدًا، بل قال: "هو في ضحضاح من النار" ومن دخل جهنم ممن مات على الكفر والعياذ بالله تعالى ينطبق عليه قول الله: ﴿وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ﴾ قال الله تعالى في القرآن الكريم: ﴿وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ۖ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ ۖ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ﴾ إذا سئل عمن مات مكذبًا بالله وأنبيائه، مأواه النار هذا هو الجواب مأواه النار وما للظالمين من أنصار أبدًا، هذا بالنسبة لمن مات على غير الإيمان. أما بالنسبة لمن أدى أعظم حقوق الله تعالى ففي درسنا الأول من كتاب الصراط المستقيم الذي بين أيدينا للفقيه الشيخ المحدث الشيخ عبد الله الحبشي حفظه الله تعالى بينا شيئين أعظم حقوق الله على عباده وأعظم الذنوب على الإطلاق، بينا أن أعظم حقوق الله على عباده توحيده تعالى وأن لا يشرك به شيء، وبينا أن أعظم الذنوب الكفر بجميع أنواعه فمن أدى أعظم حقوق الله تعالى أي كان مؤمنًا بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم أي ترك الإشراك بالله تعالى لم يشرك بالله عز وجل وصدق رسوله محمدًا صلى الله عليه وسلم هذا لا يخلد في النار إن مات على هذا وإن مات عاصيًا غير تائب من الذنوب فإنه إن دخل جهنم بمعاصيه فإنما يدخلها بعدل الله وسيخرج منها برحمة الله ولا يخلد مسلم عاص في جهنم أبدًا، وإنما يخرج منها برحمة الله إما بشفاعة الشافعين، والذين يشفعون الأنبياء الملائكة الشهداء العلماء العاملون، أو أن يخرج بمحض رحمة الله تبارك وتعالى. النتيجة لا يخلد مسلم مات من أهل الكبائر في النار النتيجة لا يخلد مسلم من أهل الكبائر في النار بل يخرج منها.

Tags: فيديوهات مختلفة , مرئيات الشيخ نزار الحلبي